لجمود الماء فيها ، ورمضان لأنّ الفصال كانت ترمض فيه. وأنشد :
المستغيث بعمرو عند كربته |
|
كالمستغيث من الرّمضاء بالنّار |
وقيل : الرّمضاء : التّراب الحامي ، ويقال : يوم ذو سموم ويوم سموم بالإضافة ، ويوم سموم على النّعت. وقد اختلفوا في السّموم والحرور ، فمنهم من يجعل السّموم بالنهار والحرور باللّيل ، ومنهم من يجعلهما على العكس من ذلك.
والدّفاءة : مهموزة مثل الومدة وقد دفىء يومنا دفاء ، والمعتدلات بالدّال غير معجمة أيّام شديدة الحر. وكان الأصمعي يقول بالذّال المعجمة ، وكان ينشد بيت ابن أحمر :
حلّوا الرّبيع فلمّا أن تجلّلهم |
|
يوم من القيظ حامي الودق معتدل |
بالذّال (والمعتذلات) نحو من خمسة عشر يوما ، وهي أيام الفصل في دبر الصّيف عند طلوع سهيل.
وقال أبو زيد : (السّكنة) مثل الوقدة ، وكذلك السّختة ، وقال أبو حاتم : هي فارسية. قال رؤبة : (وأرض جسر تحت حر سخت) قال أبو زيد : يقال : باض علينا الصّيف ، فإن قيل : القيظ والصّيف واحد ، قيل : النّجم والكوكب واحد ولا يجوز أن يقال : في عين فلان نجم إنّما يقال : في عين فلان كوكب. وكلام العرب لا يختلف ، والحرة شدّة العطش في الشّتاء والصّيف ، ومثل العرب : حرّة تحت قرّة فهذا في الشّتاء وأنشد شعرا :
ما كان من سوقه أسقى على ظمأ |
|
خمرا بماء إذا ما جودها بردا |
من ابن مامة كعب ثم عى به |
|
زؤ المنيّة إلّا حرة وقدى |
زؤ المنية : قدرها. (وقدى) : نعت للحرّة على فعلى وهو من التّوقد ، ومن أمثالهم : برد غداه حر غد من ظماء وأصله رجل أراد سفرا فأصبح فرآها باردة فقال : لا أحتاج إلى الماء ، فصبّ ما كان معه فلمّا توقّدت الحران عطش ، فقال : هذا لقيت منه ما يصر الجندب ، أي حرّا شديدا ، وفي المثل : علقت معالقها وصرّ الجندب للشّدة ، ومن أمثالهم : قيل للجندب : ما يصرّك؟ فقال : أصرّ من حرّ غد يضرب لمن يخاف ما لم يقع فيه.
ويقال : يوم ذي شربة أي يشرب فيه الماء الكثير من شدّة الحر ، ويقال : يوم ومد ومصمقر وأنشد للمرار العدوي :
خبط الأرواث حتّى هاجه |
|
من يد الجوزاء يوم مصمقر |
ويقال : يوم أبت وأمت وحمت وهو مثل الومد وقد أبت يومنا وأمت وحمت وأتيته في حمراء الظّهيرة والظّهيرة الخوصاء أشد الظّهائر حرّا وأصله في النّجوم ، يقال : تخاوصت