قال أبو زيد يقال
: أرزت ليلتنا تأرزا أريزا ، وهي أرزة إذا اشتدّ بردها وأكثر ما يكون ليلا.
ويقال : ليلة
جاسية : إذا كان بردها شديدا ، ويوم جاسئ وقد جسأ جسوءا ويقال : برد البرد على
ثيابي أي تركها باردة. وقيل : نحن مبردون في شدة البرد. وأنشد ابن الأعرابي :
ها إنّ ذا ظالم
الدّيان متكئا
|
|
على أسرته يشفي
الكوانينا
|
الدّيان بن قطن
كان شريفا فشبه ظالما به وترك التّنوين كما قال : (وحاتم الطّائي وهاب المسمى)
قوله : يشفي الكوانينا أي : يشفي في البرد الشّديد ، أراد أنّه صاحب نعمة فانتصب
الكوانين على الظرف ، أي في هذا الوقت الشديد البرد والعرب تشبه الثّقيل من الرجال
بالكانون. قال الحطيئة يهجو أمّه :
أغربالا إذا
استودعت سرّا
|
|
وكانونا على
المتحدثينا
|
قال أبو حاتم : لا
أعرف هذا ولكن يقال في القيظ : أبرد القوم فهم مبردون والإبراد أن يصيبهم الرّوح
آخر النهار في القيظ وفي غير هذا البرد النّوم وفي القرآن : (لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا
شَراباً) [سورة النبأ ،
الآية : ٢٤] أي نوما ، ومن كلامهم منعنا البرد من البرد أي القر من النوم. وأنشد :
بردت مراشفها
علي فصدّني
|
|
عنها وعن
قبلاتها البرد
|
أي النّوم ويقال :
أصابتنا سبة من برد ، وهو أن يصيبك من القر أشد مما كنت فيه أياما وإن أصابك برد
في آخر الرّبيع قلت : أصابتنا سبة والدّهر سبات أي أحوال حال هكذا وحال هكذا ،
أصابتنا سبة حر ، وسبة برد ، وسبة روح ، وسبة دف ، وقالوا : الصّحو في الشتاء ذهاب
القر ويقال : ليلة مصحية إذا ذهب قرّها وإن كانت متغيمة وإن طلعت الشّمس نهارا
واشتدّ القر فليس بصحو.
قال أبو حاتم :
العامّة تظن أن الصّحو لا يكون إلّا ذهاب الغيم وليس كذلك لأنّ الصّحو ذهاب البرد
وتفرّق الغيم ، ويقال : تقشّعت السّماء إذا ذهب غيمها ، ويقال : يوم صحو على
النّعت وليلة صحوة وأيام صحوات الهاء ساكنة ، ويوم مصح ، وليلة مصحية ، وقد أصحينا
من القر. وقال أبو أسلم : يوم فصية وليلة فصية.
أما الطّلقة فمثل
الصّحوة ويقال : كانت اليوم فصية وطلقة ويوم طلقة وفصية ويوم طلق وليلة طلقة ويقال
: أفصينا من ذلك القر أي خرجنا منه وأصابتنا فصيات ، أي أيام دفيات طيبة ، ويقال :
انفسخ القر وانفسخ الشّتاء إذا انكسر وضعف ، والحضر شدّة البرد في