وقولهم في المجرة أم النّجوم كقولهم في السماء جربة النّجوم. قال الشّاعر :
وخوت جربة النجوم فما |
|
تشرب أروية لمري الجنوب |
قوله خوت يريد لم يكن معها مطر وأصل الجربة القراح من الأرض. قال الأشعر بن حمران :
أما ذا يعدو فثعلب جربة |
|
أو ذيب عادية يعجرم عجرمة |
(العجرمة) سرعة في خفة.
ويقال : للسّماء الخضراء للونها كما قيل للأرض الغبراء ، والهواء ممدود وهو الفتق الذي بين السّماء والأرض في كلّ وجه وهو السّكاك والسّكاكة واللّوح والسّحاح ، وأعنان السّماء نواحيها. ويقال : لا أفعل كذا ولو نزلت في اللّوح والسّكاك. وقال بعض أصحاب المعاني أصله من الضيّق على هذا قولهم بيرسك وقوله : استكّت المسامع من كذا أي ضاقت فلم ينفتح للاصغاء إليها والصّبر عليها كأنّ الهواء وهو ما بين السّماء والأرض يمتلئ منها كلّ شيء فلا مجوّف إلا ويتخاله حتى يضيق عنه وهذا حسن.