قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الأزمنة والأمكنة

كتاب الأزمنة والأمكنة

198/566
*

على دبر الشّهر الحرام لأرضنا

وما حولها جدت سنون تلفّع

وقوله تعالى : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) [سورة يوسف ، الآية : ٢٢] أي منتهى شبابه وقوّته واحدها شدّ مثل فلس أو شد مثل فلان ودي ، والقوم أودى ، أو شد مثل نعمه وأنعم ، ومعناه قال مجاهد : ثلاثا وثلاثين سنة واستوى معناه أربعين سنة ، قالوا : وأشد اليتيم ثماني عشرة سنة. قال أبو زيد : يقال : هو الأشد وهي الأشد ، وفي القرآن : (حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) [سورة الأحقاف ، الآية : ١٥].

قال الفرّاء : الأشد هنا هو الأربعون أقرب إليه في النّسق ، وأنت تقول : أخذت عامّة المال ، إذ كلّه لا يكون أحسن من أن يقول : أخذت أقلّ المال ، أو كلّه وأنشد المفضّل في شدّ :

عهدي به شدّ النّهار كأنّما

خضب اللّبان ورأسه بالعندم

وعند أكثر أصحابنا البصريّين أنّ الأشدّ واحد ، وأنّه شاذ لأنّه لم يجيء أفعل في الواحد.

وقوله تعالى : (أَحْسَنُ مَقِيلاً) [سورة الفرقان ، الآية : ٢٤] من القائلة وهو الاستكنان في وقت انتصاف النّهار ، وجاء في التّفسير لا ينتصف النّهار يوم الجمعة حتّى يستقرّ أهل الجنّة في الجنّة وأهل النّار في النار ، فتحين القائلة ، وقد فرغ من الأمر فيقيل كل من الفريقين في مقره.

السّنون التي دعا النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيها على مضر وقال : «اللهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلها سنين كسني يوسف» يقال : كان النّاظر منهم يرى بينه وبين السّماء دخانا من شدّة الجوع ، ويقال : بل قيل للجدب دخان ، حتّى قيل في قوله تعالى : (بِدُخانٍ مُبِينٍ) [سورة الدّخان ، الآية : ١٠] أي جدب ، ليبس الأرض ، وارتفاع الغبار ، فشبّه ذلك بالدّخان ، ومن مجازهم واتّساعهم : ارتفع له دخان إلى السّماء هذا لبشر وذلك إذا علا.