وكان محمد بن سيرين يكره سبي زابل ، ويقول : ان عثمان (١) ، ولث لهم ولثا ، وهو عقد دون العهد. وأتى عبد الرحمن بن سمرة زرنج ، فأقام بها حتى اضطرب أمر عثمان. ثم استخلف أمير بن أحمر اليشكري وانصرف من سجستان. ثم ان أهل زرنج أخرجوا ، أميرا وأغلقوها. ولما فرغ علي بن أبي طالب ، رضوان الله عليه (٢) ، من أمر الجمل ، بعث عبد الرحمن بن جزء الطائي الى سجستان ، وكانت صعاليك العرب قد تجمعوا مع حسكة بن عتاب الحبطي (٣) ، وعمران بن الفضيل البرجمي (٤) ، وأصابوا من زالق وقد نقض أهلها [وأصابوا منها](٥) مالا فقتلوا عبد الرحمن فأوعد علي رحمه الله ، الحبطان أن يقتل منهم مكانه أربعة آلاف.
ولم يزل أمر سجستان على اضطرابه إلى أيام معاوية ابن أبي سفيان ، فانه استعمل ابن عامر على البصرة ، فولى ابن عامر عبد الرحمن بن سمرة سجستان ، فأتاها في جماعة من الاشراف والانجاد (٦) فكان يغزوا البلد ، وقد نقض أهله وكفروا فيفتحه عنوة أو يصالحه أهله حتى بلغ (٧) كابل فحاصر أهلها شهرا وكان يقاتلهم ، ويرميهم بالمنجنيق حتى دخلها المسلمون عنوة وأبلى عباد بن حازم ، والمهلب بن أبي صفرة ،
__________________
(١) في س : يقول عثمان.
(٢) في س ، ت : عليه السلام.
(٣) في س : ذكر الاسم بأنه : حسكه بن عباب.
(٤) في س : عمران بن الفضل البرجمي.
(٥) أضيفت هذه الفقرة حتى يستقيم المعنى.
(٦) ومن الاشراف الذين رافقوا ابن سمرة هم : عمر بن عبيد الله بن معمر التميمي وعبد الله بن خازم السلمي ، وقطري بن الفجأة ، والمهلب بن أبي صفرة.
(٧) في س : حتى أتي.