الجأهم الى المدينة فطلبوا الامان على الجلاء والجزية (١) فجلا كثير منهم فلحقوا ببلاد الروم ، وأقام حبيب فيمن معه بها أشهرا ، ثم بلغه ان بطريق أرمنياقس قد جمع للمسلمين جمعا عظيما ، وانضمت اليه أمداد أهل اللّان وافخار ، وسمندر من الخزر ، فكتب الى عثمان يسأله المدد ، وكتب الى معاوية يسأله ان ينفذ اليه من أهل الشام والجزيرة ، من يرغب في الجهاد أو الغنيمة ، فبعث اليه معاوية ألفى رجل ، أسكنهم قاليقلا وأقطعهم بها القطائع ، وجعلهم مرابطة بها. ولما ورد على عثمان كتاب حبيب كتب الى سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص ، وهو عامله على الكوفة ، يأمره بامداده بجيش عليهم سلمان بن ربيعة الباهلي ، وهو سلمان الخيل ، وكان خيرا غزاء ، فسار اليه سلمان في ستة آلاف رجل من أهل الكوفة ، وأقبلت الروم ومن معها ، فنزلوا على عبر الفرات ، وقد أبطأ على حبيب المدد فبيتهم (٢) بمن معه من المسلمين ، فأجتاحوهم وقتلوا عظيمهم ، وورد سلمان وقد فرغ المسلمون من عدوهم فطلب أهل الكوفة اليهم ، أن يشركوهم في الغنيمة ، فلم يفعلوا حتى تغالظ حبيب وسلمان في القول ، وتوعد بعض الشاميين سلمان بالقتل ، فقال الشاعر :
وان تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم |
|
وان ترحلوا نحو ابن عفان نرحل (٣) |
__________________
(١) في الاصل : الجزية.
(٢) في ت ، س : وبينهم.
(٣) جاء هذا البيت في فتوح البلدان ص ٢٠١. وكذلك ذكره الطبري ح ٢ ص ٣٥٣.