كتب أنو شروان الى ملك الخزر بعترة (١) ويحتال عليه لبناء الحائط وقد اقتصصنا ذلك في المنزلة التي قبل هذه ، وذكره في هذا الموضع اعادة ، وملك أنو شروان ملوكا (٢) رتبهم وجعل لكل منهم شاهية ناحية ، فمنهم خاقان الجبال وهو صاحب السرير ويدعى وهرازرا (٣) نشاه ، وملك اللكز ، ويدعى جرشانشاه ، وملك ليران ويدعى ليرانشاه ، وملك شروان ويدعى شروانشاه ، وملك صاحب بخ علي بخ ، وصاحب زريكران عليها ، وأقر ملوك جبل القبق على ممالكهم ، وصالحهم على الاتاوة. ولم تزل أرمينية في أيدي الفرس حتى ظهر الاسلام. فرفض من السياسيجين (٤) حصونهم ومدائنهم حتى خربت ، وغلب الخزر والروم على ما كان في أيديهم بديا (٥).
قالوا : وقد كانت أمور الروم تشتت في بعض الازمنة ، وصاروا كملوك الطوائف من الفرس ، فملك أرمنياقس وهو بلد الارميناق رجل منهم ، ثم مات فملكته بعده امرأته تسمى (قالى) فبنت مدينة قاليقلا وسمتها قاليقالا ، وتفسيره (احسان قالى) ، فأعربت ذلك العرب ، وقالوا : قاليقلا.
فأما على يد من جرى فتح أرمينية في الاسلام ، فانه لما استخلف عثمان بن عفان كتب الى حبيب بن مسلمة الفهري وكان ذا أثر جميل في فتوح الشام وغزو الروم. وقد علم ذلك منه عمر ثم عثمان ، فيأمره بغزو أرمينية. فنهض اليها في ستة آلاف ، ويقال : في ثمانية آلاف من أهل الشام والجزيرة ، فأتى قاليقلا فاناخ عليها وخرج اليه أهلها ، فقاتلهم حتى
__________________
(١) في س : بعثرة.
(٢) في ت : ملكا.
(٣) في س : وهرازانشاه.
(٤) في الاصل : النشناسمين.
(٥) في س : ورنا.