في الشتاء غير مفقود منه شيء واحد.
وذكر أن بختنصر قال لابنه بلسلطان : ما أردت سكنى مصر إلا لهذه الخصال وبلسلطان هو الذي بنى قصر الشمع.
وقال بعض من سكن مصر : لولا ماء طوبة ، وخروف أمشير ، ولبن برمهات ، وورد برمودة ، ونبق بشنس ، وتين بئونة ، وعسل أبيب ، وعنب مسرى ، ورطب توت ، وسمك كيهك ، ما سكنت مصر.
ومصر مع ذلك فرضة مكة والمدينة وساحلهما ، وفرضة صنعاء وعدن وعمان والشحر والسند والهند والصين وجزائر الصين وسرنديب وغيرها ، يجلب العطر والجواهر والطرائف والآلات في البحر حتى توافى المراكب بالقلزم.
وهي فرضة بحر الروم من الشام كلها ، وبلد الروم من أنطاكية إلى ما وراءها من قسطنطينة ورومية وبلد الإفرنجة وأنطابلس وطرابلس والقيروان وتاهرت. وسجلماسة والسوس وطنجة والأندلس وجزائر البحر صقلية وأقريطش ، وقبرس ، ورودس. يحمل إليها رقيق هذه البلدان كلها من الجواري والغلمان والديباج والحرير والمصطكي والميعة والمرجان والعنبر والزعفران وسائر أصناف التجارات ، ويحمل من مصر إليها مثل ذلك ، ولا يقصدون بلدا سواها ، ولا يؤمون غيرها ، فلأهلها خيار ذلك كله ، ولسائر الناس حثالته ، فبارك الله ، لأبي المسك فيما ولاه وهناه بما أعطاه ، وأوزعه على ذلك شكره ، وألهمه خشيته ، وأصلح له جنده ورعيته.
تم الكتاب بحمد الله وعونه وحسن توفيقه ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.