رجل واحد منهم كما افتتن بنو إسرائيل بعبادة العجل.
وروى أن عبد الله بن عمر وقال : القبط أكرم الأعاجم محتدا ، وأسمحهم يدا ، وأفضلهم عنصرا ، وأقربهم رحما بالعرب كافة ، وبقريش خاصة.
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : "مصر أطيب الأرضين ترابا ، وعجمها أكرم العجم أنسابا".
وقال بعض أهل العلم : لم يبق من العجم أمة إلا وقد اختلطت بغيرها إلا قبط مصر.
وروى عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال حين مات ابنه إبراهيم : "لو عاش كان صديقا نبيا ، وإن له لمرضعتين في الجنة ، ولو عاش لعتقت القبط وما استرق أحد منهم أبدا".
ذكر من أظهرته مصر من الحكماء
منهم : نيروز أبو بختنصر من أهل قرية يقال لها : سيسرو من كورة أرمنت وكان رجلا من أهل العلم فنظر في علمه فإذا به يخرج من صلبه رجل يخرب مصر فأعطى الله عزوجل موثقا أنه لا ينكح امرأة أبدا.
وخرج إلى الشام ثم إلى العراق ، فأقام بفارس بقرية يقال لها نفر وكان لملك تلك القرية ابنة بها لمم ، فوصف المصري لها دواء لعلاجها.
فلما رآها شاهد حسنا بارعا وخطبها من أبيها فدخل عليها فجرت بينهما أسباب حتى حملت منه ، فوضعت بختنصر فجرى خراب الدنيا على يديه.
ومنهم : الإسكندر ذو القرنين ، من أهل قرية نحو الإسكندرية يقال لها لوبية ، ملك الأرض بأسرها ، وذكره الله في كتابه العزيز باسمه ، فقال تعالى : "وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَها قَوْماً قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً".
وبنى سد يأجوج ومأجوج ، قال الله تبارك وتعالى : "قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ" وبنى الإسكندرية ويروى أنها : "إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد".
وبنى الإسكندرية ببلاد الخزر وبنى مدينة سمرقند وبنى الأبراج والمناظر ببلد البسكس على بحيرة طابس في آخر العمارة التي بالشمال ، وفعل بالعراق الأفاعيل العجيبة ، غضبا لما فعل بختنصر بمصر ، فقتل دارا بن