الفصل الثامن عشر
الإبحار الى كومبرو في فارس والتوجه الى سورات في الهند
رافقنا كثيرون الى
المركب ، منهم الاب كازميرو الكرملي ، احد رهبان ديرنا (في البصرة) وكان عالما
فاهما يتقن لغات عديدة ، وهو هولندي الاصل ، وكان الهولنديون يكنون له احتراما
كبيرا ، وقد اخلوا السبيل قبل ايام عن احد البحارة الذي كان مسجونا عندهم ، نزولا
عند طلبه.
في اصيل ذلك اليوم
نشرت الاشرعة للريح ، فسارت السفينة تمخر عباب الماء حسب اشارات بعض الادلاء الذين
كانوا يسيرون امامها ليتحسسوا قاع النهر.
صباح اليوم التالي
توفي احد البحارة اذ كان مريضا ، فدفن في احدى الجزر الصغيرة ، وهذه الجزر تقسم
النهر الى اربعة فروع ، فدخلت الخليج الذي يبعد عن البصرة نحو اربعين ميلا ،
السفينة في احد هذه الفروع ، ونحو الظهيرة ولجنا ثم عبرنا جزيرة يعقوب (ويزعمون ان
يعقوب ـ عليهالسلام ـ كان هنا) فسرنا
الى الامام ، حتى وصلنا في اليوم التالي الى جزيرة خرق (؟) (Carrach)
وهناك تركنا الادلاء لمصيرنا وعادوا ادراجهم ، وقد رأينا جزرا عديدة حتى وصلنا الى
ميناء كومبرو «بندر عباس» ، وهو ميناء يقوم على اليابسة يبعد نحو فرسخ عن هرمز ...
فاطلقت سفينتنا طلقات التحية للقلعة الجاثمة هناك فجاءنا الجواب على التحية من
مركب انكليزي كان راسيا هناك ، وقد نظرت من السفينة الى «جزيرة» هرمز التي كانت حتى فترة قريبة بيد البرتغاليين ،
__________________