لاحظنا ان
المهتمين بشؤون التاريخ العراقي لم يذكروا هذه الرحلة : فللاستاذ كوركيس عواد
مقالة ضافية عنوانها «المعرب من كتب الرحلات الاجنبية الى العراق» ألحقها بقائمة الرحالة ، ولم يذكر سبستياني ، كما لم يفعل
قبله لدنكريك في كتابه «اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث» بالرغم من ذكره اسماء
رحالة كثيرين ، ولم ينوه بهذه الرحلة الا الاستاذ يعقوب سركيس .
كلمة اخيرة في
الرحلة :
كتاب سبستياني ليس
رحلة استطلاعية ، بل هو مجموعة ذكريات لذلك فهو لا يذكر من مشاهداته الا النزر
القليل. ويتسم الكتاب بنظرة دينية او صوفية للامور ، فهو يستنتج من الاحداث
المختلفة فكرة لتأمله الروحي ، فالحر الشديد ، ـ على سبيل المثال ـ يجره الى
التفكير بعذاب النار في جهنم فيستغفر ربه ، ويتحمل الحر في الحياة الدنيا كي لا
يراه بعد الموت! وخراب المدن التي يمر بها يجعله يفكر بزوال العالم ومجده!.
ولسبستياني نظرة
فيها ترفع قومي ، وتزمت طائفي احيانا ، فمدينة بغداد ـ مثلا ـ هي لا شيء حسب قوله
بالنسبة الى مدن اوروبا ... وله زلات وشطحات بالنسبة الى الطوائف التي من غير
طائفته ، ولا نستغرب ذلك عند ما نضع الامور في اطارها الزمني.
__________________