الصكاك وغيره ممّا يقولون : سمعنا عبد الله بن مسعود يقول : سمعت : أبي يقول سمعت موسى بن نعيم يقول : كنّا عند علي بن حكيم وهو في مسجده مع حفص بن مقاتل وغالب بن زن آور في مشائخ كانوا يأتونه ويجالسونه وقد غصّ الطريق الذي على باب داره من الناس وكان هو في مسجده الذي على باب داره ، فأخرج علي بن حكيم رأسه من المسجد وهو قائم والمشائخ خلفه قيام فقال : أنا معروف من هنا إلى مكة. هذه الكلمات التي تقولون ليس هذا شيء ، ثم أخرج بعد ذلك حفص بن مقاتل رأسه من المسجد فقال : أي شيء تريدون من هذا الشيخ؟ دعوا الشيخ حتى يقرأ على الناس شيئا ، أي شيء يبيّن ؛ إنما هو الإسلام.
فقام حينئذ يحيى بن زهير ابن عمه وصاح في وجه علي بن حكيم بوجه مكفهر وجعل يقول لعليّ : أيّ شيء قيل لك؟ وما قالوا لك : إنّما سألك القوم عن شيء؟ قال موسى : فقمت أنا حينئذ فصحت في وجه يحيى بن زهير وقلت له : مثلك يستقبل علي بن حكيم بهذا؟ فشتمني وكنت أنا يومئذ شابا لم ألتح فهاج الناس حينئذ ، وصار الأمر إلى أن لو لم يأخذوا يحيى بن زهير لقتلوه ، فعاد الناس يومئذ بالعشي عند العصر إلى علي بن حكيم ، وازدحموا عنده ، فلما دخلت المسجد ووقع بصر الشيخ عليّ قال : ألا كان منكم رجل يقوم مقام هذا؟. قال موسى : فقلت له : إنّي أريد أن أستعدي على يحيى بن زهير أذهب به إلى الأمير بما شتمني فقال : لو كان هذا غدوة لم يكن به بأس ، ولكن الآن هبه لي ، فقلت : فقد وهبته لك ، وإنّما كان هذا الكلام ؛ لأن يحيى جاء مع قوم من خان أبي سلمة من المراوزة ، فخلوا به في داره ، وأرادوا على أن يقول : الإيمان قول وعمل ، فضجر من ذلك.
١١٢٨. غالب الكرابيسيّ
غير منسوب. من أهل سمرقند. يحكي عن علي بن حجر المروزي.
قال : أخبرنا الإمام أبو حفص الشبيبي قال : أخبرنا أبو حفص [١٧٨ أ] الفارسي قال : أخبرنا أبو سعد الإدريسي قال : حدثني محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر الكاغذي قال : حدثنا محمد ابن صالح الكرابيسي قال : حدثنا أحمد بن حامد قال : سمعت غالب الكرابيسي يقول : قال علي
__________________
(١١٢٨) رجّحنا أن يكون نفسه المترجم برقم ١١٢٥.