وكثير من الأئمة.
روى عنه أبو يعقوب يوسف بن علي الأبّار والفتح بن عبيد وغيرهما من أهل سمرقند وما وراء النهر. مات سنة سبع وثلاثين ومائتين يوم السبت السابع من شوّال ، وقيل : الثامن منه وقيل : الثالث منه ، ودفن في محلّة فغوديزة ، وصلّى عليه الأمير نصر بن أحمد وكان جاوز تسعين سنة.
وقدم أبو الليث عبيد الله بن سريج سمرقند في تلك السنة. ولد علي بن إسحاق بسمرقند وأبوه ولد بمرو وكان أبوه قاضيا على سمرقند مرّتين ، وكان قاضي بخارى ومرو وخوارزم وانتهبت داره بسمرقند في فتنة سليمان بن حميد حين قتل ، وقال علي بن إسحاق : ذهبت كتبي التي حملتها من العراق في تلك النهبة ، [١٣٠ أ] وكانت أمّ علي بن إسحاق نجدية ، وقال موسى ابن نعيم : أراد علي بن إسحاق أن يحجّ قبل موته بسنتين فقلنا له : لم تخرج إلى الحجّ وقد أدركك السن وضعفت؟ فقال : إنّي أحبّ أن أموت في ذلك الطريق كيلا يرنّوا عليّ. فخرج ولم يكن ما أحبّ ، ورجع ومات هاهنا ، فرنّوا عليه وأية جلبة كانت عليه.
قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو حفص عمر بن أحمد الشبيبي رحمهالله قال : أخبرنا الشيخ أبو حفص عمر بن أحمد الفارسي قال : أخبرنا أبو سعد الإدريسي قال : حدثنا أبو يحيى أحمد بن إبراهيم الكرابيسي السمرقندي قال : حدثنا عبد الله بن محمد البزاز قال : حدثنا علي بن إسحاق قال : أخبرنا عمرو بن عطية العوفي قال : كان أبو هريرة رضى الله عنه يقول : أوصاني خليلي (ص) بثلاث لن أدعهنّ حتى أموت : «صيام ثلاثة أيّام من كل شهر وصلاة الضحى والوتر قبل أن أنام».
٨٨٠. علي بن جرب المخضوب الكسّيّ
قال : وبه عن أبي سعد قال : حدثني عبد الله بن محمد بن محمد بن سالم السالبي السمرقندي إملاء من أصل كتابه قال : حدثنا إلياس بن إدريس الكسيّ إملاء بسمرقند قال : حدثنا علي بن جرب المخضوب الكسيّ قال : حدثنا عبد الله بن بكر السهمي عن بهز بن حكيم عن أبيه ، عن جده أن النبي (ص) قال : «خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولد في صغره
__________________
(٨٨٠) ربما كان اسم أبيه : «حرب» بالحاء. ولم نهتد إلى مصدر ترجمته. أما شيخه فهو عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي الباهلي البصري ، المتوفى سنة ٢٠٨ ه وقد قارب التسعين (سير أعلام النبلاء ٩ / ٤٥٠ ـ ٤٥١).
أما الحديث الوارد هنا : «خير نساء ركبن ...» ، فقد ورد بهذا الشكل في الأصل ولم نهتد لتصحيحه.