٥٤٣. أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخيّ المعتزليّ
دخل نسف في أيام رئاسة سعيد بن إبراهيم ، ونزل رباط الجوبق وعقد له مجلس الإملاء ، وكان استقبله سعيد بن إبراهيم مع أصحابه ، وأكرموه وزاره محمد بن طالب الحافظ مع أصحابه على كراهية منه ما خلا أبا يعلى عبد المؤمن بن خلف ، فإنه لم يستجز (٢) من دينه وصحّة اعتقاده أن يزوره ، فلما مضت أيام ولم يزره سأل عنه الكعبي ؛ فقالوا : إنه لا يخرج من مسجده ، ولا يدخل على أحد ، فقال الكعبي : نحن نأتيه ونقضي حقّه ، فاغتم أهل العلم لذلك وقالوا : إنه لا يرد جواب سلامه ، وخافوا أن يستخفّ به فأتاه الكعبي والناس خلفه مغتمّون لذلك ، فلما دخل عليه من باب مسجده وهو جالس في محرابه لم يهمّ بالقيام له ، فطن (٣) الكعبي لذلك ، فلما دخل المسجد حلف له بالله أن لا يقوم له ، ودعا وأثنى عليه قائما وانصرف ، وإنما فعل ذلك دفعا للخجل عن نفسه.
واختلف إليه المتكلّمون [٦٧ ب] من كل فريق وناظروه ، فلم يعجبه كلامهم حتى حضره عليّ بن قدامة النجار والقدوم على عاتقه ، فناظره وغلبه واحتدّ لذلك ، فقال بالفارسية أي خري (٤) ، فاحتمل ذلك منه ورضي كلامه. مات عشية يوم الأحد الرابع من جمادى الأولى سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
قال : أخبرنا الشيخ أبو عليّ هذا قال : أخبرنا الخطيب أبو العباس هذا قال : أخبرنا أحمد بن يعقوب قال : حدثنا محمد بن زكريا قال : حدثنا أبو القاسم الكعبي قال : حدثنا محمد بن
__________________
(٥٤٣) فهرست ابن النديم ٢١٩ وفيه أنه توفي سنة ٣٠٩ ه وهو وهم ؛ تاريخ بغداد ٩ / ٣٨٤ ؛ المنتظم ١٣ / ٣٠١ ـ ٣٠٢ ؛ وفيات الأعيان ٣ / ٤٥ ؛ الأنساب ٥ / ٨٠ ؛ الملل والنحل ٧٣ وفيه حديث عن فرقة من المعتزلة تعزى إليه باسم الكعبية ؛ معجم الأدباء ٤ / ١٤٩١ ـ ١٤٩٣ ؛ تاريخ الإسلام ٢٠٥ (حوادث ووفيات ٣٢١ ـ ٣٣٠ ه) ؛ الجواهر المضية ٢ / ٢٩٦ ـ ٢٩٧ ؛ تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٠٣ ؛ لسان الميزان ٣ / ٧١٦ ؛ اللباب ٣ / ١٠١ ؛ الطبقات السنية ٤ / ١٥٥ ـ ١٥٦ ؛ المنية والأمل في شرح الملل والنحل ١٧٦ ـ ١٧٧.
(١) في الأصل : يستجن. ولا معنى لها.
(٢) في الأصل : فظن. والتصويب من لسان الميزان ٣ / ٧١٧ وفيه : ففطن.
(٣) فارسية تعني : يا حمار.