__________________
وبعد زوال الشمس ساروا وشوقهم |
|
يحثهم مذ شب وسط الحشى جمرا |
فباتوا على أدنى المساجد منهم |
|
وقد نشقوا من طيب أم القرى عطرا |
وفي حرم الله اغتدوا (وبذي طوى) |
|
قد اغتسلوا كي يتبعوا السنة الغرا |
وإذ صعدوا فوق (الثنية) أشرفوا |
|
على حرة الدنيا لمن فهم السرا |
ولما دنوا من كعبة الله أبصروا |
|
بدائع حسن تخجل الكاعب البكرا |
فمالوا إلى الركن الشريف وقبلوا |
|
كما قبل المشتاق من كاعب ثغرا |
وطافوا وحتما بالمقام تركعوا |
|
وفازوا بأمن بعدما دخلوا الحجرا |
وبلزم البيت المكرم لازموا |
|
وإذ علقوا بالستر كان لهم سترا |
وقاموا لدى الميزاب يدعون ربهم |
|
وفوق الصفا والوا لربهم الذكرا |
إلى أن وفوا السعي سبعا إذا انتهوا |
|
لمروتهم كروا لنحو الصفا كرا |
ومن زمزم العذب المذاق تضلعوا |
|
فما صدروا إلا وقد شفوا الصدرا |
وما ماؤه إلا لما قد شربته |
|
فسل عنه ما شئت من نعم تترا |
طعام لمحتاج وماء لذي ظماء |
|
وبر لذي سقم فكم آلم أبرا |
فكان جميل العفو فيها قراهم |
|
ومن حل في دار القرى لا يقرا |
ويوم نزلنا في منى صحت المنى |
|
فبتنا على إحسانه نحمد الدهرا ١٢٨ |
وفي عرفات قد عرفنا لربنا |
|
مواهب فضل ليس يحصى لها شكرا |
وفي موقف المختار بالصخرات قد |
|
وقفنا بحيث الترب قد فاخر التبرا |
وبعد زوال الشمس حتى غروبها |
|
لربهم قاموا ينادونه جهرا |
فلو كنت في ذاك المقام تراهم |
|
حفاة عراة مثل ما يردوا الحشرا |
وقد تركوا أبناءهم وديارهم |
|
وجاؤوه شعثا قصد رحمته غبرا |
وقد خشعت أصواتهم وقلوبهم |
|
وأبدوا لذي العرش التذلل والفقرا |
وضجت هناك الأرض من دعواتهم |
|
وأبدوا بكاء هم أن يبكي الصخرا |
فهبت عليهم رحمة الله هبة |
|
فما منعت قصدا ولا تركت وزرا |
وعمت عليهم نعمة الله عندما |
|
توارى محيا الشمس واستقبلوا الغفرا |