٢٣ ـ روايته أيضا في الباب المذكور : نقلا عن المناقب المذكور بإسناده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : جاء يهوديّ من يهود المدينة إلى عليّ كرّم الله وجهه ، قال : إنّي أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة.
فقال عليّ : لم لا تقول أسألك عن سبع؟
قال : أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهنّ سألتك عن الثلاث الأخر ، فإن أصبت فيهنّ سألتك عن الواحدة.
فقال عليّ : ما تدري إذا سألتني فأجبتك أخطأت أم أصبت؟
فأخرج اليهودي من كمّه كتابا عتيقا ، قال : هذا ورثته من آبائي وأجدادي عن هارون جدّي إملاء موسى بن عمران وخطّ هارون بن عمران عليهالسلام وفيه هذه المسائل التي أسألك عنها.
قال عليّ : إن أجبتك بالصواب فيهنّ تسلم؟
فقال : والله أسلم الساعة على يديك إن أجبتني بالصواب فيهنّ.
قال عليّ كرّم الله وجهه : سل.
قال : أخبرني عن أوّل حجر وضع على وجه الأرض؟ وعن أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض؟ وعن أوّل عين نبعت على وجه الأرض؟
قال : أمّا أوّل حجر وضع على وجه الأرض فإنّ اليهود يزعمون أنّها صخرة بيت المقدس وكذبوا ولكن هو الحجر الأسود نزل به آدم من الجنّة فوضعه في ركن البيت والناس يتمسّحون به ويقبّلونه ويجدّدون العهد والميثاق عنده لأنّه كان ملكا ابتلع كتاب العهد والميثاق وكان مع آدم في الجنّة ، فلمّا خرج آدم خرج هو فصار حجرا.
قال اليهودي : صدقت.
قال عليّ : وأمّا أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض فإنّ اليهود يزعمون أنّها