عليّ بن موسى الرضا ، ومن أحبّ أن يلقى الله وقد رفعت درجاته وبدّلت سيّئاته حسنات فليتولّ ابنه محمّد ، ومن أحبّ أن يلقى الله فيحاسبه حسابا يسيرا ويدخله جنّة عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتقين فليتولّ ابنه عليّا ، ومن أحبّ أن يلقى الله عزوجل وهو من الفائزين فليتولّ ابنه الحسن العسكري ، ومن أحبّ أن يلقى الله عزوجل وقد كمل إيمانه وحسن إسلامه فليتولّ ابنه المنتظر محمّد صاحب الزمان المهدي ؛ فهؤلاء مصابيح الدجى وأئمّة الهدى وأعلام التّقى ، فمن أحبّهم وتولّاهم كنت ضامنا له على الله الجنّة.
١٧ ـ في تأويل (فَأَتَمَّهُنَّ) بالأئمّة عليهمالسلام : روى الشيخ سليمان بن خواجه كلان القندوزي البلخي الحنفي في ينابيع المودّة عن المفضّل ، عن جعفر الصادق عن قوله عزوجل : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ)(١) قال : هي الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، وهو أنّه قال : يا ربّ ، أسألك بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام إلّا تبت عليّ فتاب الله عليه إنّه هو التوّاب الرحيم.
فقلت له : يابن رسول الله ، فما يعني بقوله : (فَأَتَمَّهُنَّ؟) قال : يعني أتمّهنّ إلى القائم المهدي اثنا عشر إماما ؛ تسعة ممّا ولده الحسين عليهالسلام.
١٨ ـ رواية أيضا في هذا المعنى : عن الحمويني بسنده عن سليم بن قيس الهلالي قال : رأيت عليّا في مسجد المدينة في خلافة عثمان وإنّ جماعة من المهاجرين والأنصار يتذاكرون فضائلهم وعليّ ساكت ، فقالوا : يا أبا الحسن ، تكلّم ، فقال : يا معشر قريش والأنصار أسألكم بمن أعطاكم هذا الفضل أبأنفسكم أو بغيركم؟ قالوا : أعطانا الله ومنّ علينا بمحمّدصلىاللهعليهوآله.
قال : ألستم تعلمون أنّ رسول الله قال : أنا وأهل بيتي كنّا نورا بين يدي الله تعالى
__________________
(١) البقرة : ١٢٤.