بنفسي من قاسى (١) أذى الضيم منهم |
|
زمانا وما فيهم به من يقايس |
بنفي مسموما تشفّت به العدى |
|
قضى وبها لم تشف منه النسائس (٢) |
بنفسي مكروبا قضى بعد سمّه |
|
بكاه الموالي والعدوّ المشاكس (٣) |
وشاب لما قد ناله كلّ مفرق |
|
وكلّ فؤاد فيه شبّت (٤) مقابس (٥) |
فلا كان يوم العسكريّ فإنّه |
|
ليوم على دين الحنيفيّ ناحس |
ولو لم ترج منكم النفس مدركا |
|
لأوتاركم أخنت عليها القوامس (٦) |
مليك له عزّ الملائك جحفل (٧) |
|
وليث له قلب الليوث فرائس |
وسمر لأوساط السراة حيازم |
|
وبيض لهامات الكمات قلانس |
سحاب ندى بالفضل يهمي (٨) وكوكب |
|
به تزهر الدنيا وتزهو (٩) البسابس (١٠) |
إمام الهدى أدرك بطلعتك الهدى |
|
فقد طمست أعلامه والمدارس |
عليكم سلام والسّلام طهارة |
|
لأنفسنا ما دام للنجم مائس (١١) |
__________________
(١) قاسى الكبد قاساه أي كايده.
(٢) قال في القاموس : النسناس ـ بضمّتين ـ الأصول الرديّة ، والنسائس جنس من الخلق يثب أحدهم على رجل واحد. وفي الحديث : إنّ حيّا من عاد عصوا رسولهم فمسخهم الله نسناسا لكلّ واحد منهم يد ورجل من شقّ واحد ينقرون كما ينقر الطائر ، ويرعون كما ترعى البهائم ، وقيل : أولئك انقرضوا والموجود على تلك الخلقة خلق على حدّة.
(٣) المشاكس : المخالف ، والشكس ككتف البخيل ، والمتشاكسون مختلفون عسرون.
(٤) شبّت أي أضرمت.
(٥) والمقابس من القبس وهو شعلة النار تقتبس من معظم النار ، والاقتباس الاتخاذ.
(٦) القوامس : الدواهي.
(٧) جحفل كجعفر الجيش الكثير والرجل الكريم والسيّد العظيم.
(٨) يهمي أي يسيل.
(٩) أي تبطل ، والزهاء الكبر والتيه والفخر والكذب والاستخفاف.
(١٠) البسابس الباطل.
(١١) الميسان شدّة لمعان النجم.