على جميع الخلق ، خاتم أنبيائك ، وحجّتك البالغة في أرضك وسمائك ، صلّ عليه صلاة ينغمر في جنب انتفاعه بها قدر الانتفاع ، ويحوز من بركته التعلّق بسببها ما يفوق قدر المتعلّقين بسببه ، وزده بعد ذلك من الإكرام والإجلال ما يتقاصر عنه فسيح الآمال حتّى يعلوا من كرمك أعلى محالّ المراتب ، ويرقى من نعمك أسنى منازل المواهب ، وخذ له اللهمّ بحقّه وواجبه من ظالمه وظالم الصفوة من أقاربه.
اللهمّ وصلّ على وليّك وديّان دينك القائم بالقسط من بعد نبيّك عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، وسيّد الوصيّين ، ويعسوب الدين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وقبلة العارفين ، وعلم المهتدين ، وعروتك الوثقى وحبلك المتين ، وخليفة رسولك على الناس أجمعين ، ووصيّه في الدنيا والدين ، الصدّيق الأكبر في الأنام ، والفاروق الأزهر بين الحلال والحرام ، ناصر الإسلام ، ومكسّر الأصنام ، معزّ الدين وحاميه ، وواقي الرسول وكافيه ، المخصوص بمؤاخاته يوم الإخاء ، ومن هو منه بمنزلة هارون من موسى ، خامس أصحاب الكساء ، وبعل سيّدة النساء ، المؤثر بالقوت بعد ضرّ الطوى (١) ، والمشكور سعيه في هل أتى ، مصباح الهدى ، ومأوى التّقى ، ومحلّ الحجى ، وطود (٢) النّهى ، الداعي إلى المحجّة العظمى ، والظاعن (٣) إلى الغاية القصوى ، والسامي إلى المجد والعلى ، والعالم بالتأويل والذكرى ، الذي أخدمته خواصّ
__________________
(١) الطوى خلاء البطن والجوع.
(٢) الطود ـ بالفتح ـ الجبل العظيم.
(٣) الظاعن الساير ، وبالطاء المهملة في هذا المقام أنسب كما في بعض النسخ يقال : طعن في السنّ أي كبر ، وطعن في المفازة ذهب في كثيرها.