أبي طالب ، وسوف يقرّ عينك ببنتك فاطمة عليهاالسلام ، وسوف يخرج منها ومن عليّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، وسوف ينشر في البلاد دينك ، وسوف يضع في يدك لواء الحمد فتضعه في يد أخيك عليّ فيكون تحته كلّ نبيّ وصدّيق وشهيد ، يكون قائدهم أجمعين إلى جنّات النعيم.
ثمّ أنزل الله عليه ميزان الجلال ، فجعل محمّد في كفّة منه ، ومثّل له عليّ وسائر الخلائق من أمّته إلى يوم القيامة في كفّة فوزن بهم فرجح ، ثمّ مثل له عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فجعل في الكفّة التي كان فيها رسول الله فوزن بساير أمّته فرجح بهم فعرفه رسول الله بعينه وصفته ونودي : يا محمّد ، هذا عليّ بن أبي طالب صفيّي الذي أؤيّد به هذا الدين ، يرجح على جميع أمّتك بعدك.
قال عليّ بن محمّد عليهالسلام : وأمّا دفاع الله القاصدين لمحمّد إلى قتله وإهلاكه إيّاهم كرامة لنبيّه وتصديقه إيّاه فيه ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان ابن تسع سنين بمكّة قد نشأ في الخير نشوءا لا نظير له في سائر صبيان قريش ، حتّى ورد مكّة قوم من يهود الشام فنظروا إلى محمّد وشاهدوا نعته وصفته ، فأسرّ بعضهم إلى بعض : هذا والله محمّد الخارج في آخر الزمان ، يزيل الله تعالى به دولة اليهود ويذلّهم ويقمعهم ، وقد كانوا وجدوه النبيّ الأمّيّ الفاضل الصادق ، فحملهم الحسد على أن كتموا ذلك.
ثمّ قال بعضهم لبعض : تعالوا نحتال عليه فنقتله ، فإنّ الله يمحو ما يشاء ويثبت ، لعلّنا نصادفه ممن يمحو ، فهمّوا بذلك ، ثمّ قال بعضهم لبعض : لا تعجلوا حتّى نمتحنه ونجرّبه بأفعاله ، فإنّ الحلية قد توافق الحلية والصورة قد تشاكل الصورة ، وإنّ ما وجدناه في كتبنا أنّ محمّدا يجنّبه ربّه الحرام والشبهات فصادقوه وآلفوه وادعوه إلى دعوة وقدّموا إليه الحرام والشبهة ، فإن انبسط فيهما أو في أحدهما فأكله فاعلموا أنّه غير من تظنّون ، وإنّما الحلية وافقت الحلية والصورة قد تساوي الصورة ، وإن لم يكن الأمر كذلك ولم يأكل منهما شيئا فاعلموا أنّه هو ، فاحتالوا له في تطهير الأرض منه لتسلم لليهود دولتهم منه.