موسى عليهالسلام يقول : «بسم الله الرحمن الرحيم أقرب من الاسم الأعظم من بياض العين إلى سوادها» ثمّ قال : يا عيسى ، قلت : لبّيك ، قال : أدخل يدك في كمّك ثمّ أخرجها ، ففعل ، فإذا ليس في يده قليل ولا كثير.
٥٩ ـ علمه بالغائب في تسمية التركي : روى الطبرسي في إعلام الورى بإسناده عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت بالمدينة حين مرّ بها بغا أيّام الواثق في طلب الأعراب ، فقال أبو الحسن عليهالسلام : أخرجوا بنا حتّى ننظر إلى تعبية هذا التركي ، فخرجنا فوقفنا فمرّت بنا تعبية فمرّ بنا تركيّ فكلّمه أبو الحسن بالتركية فنزل عن فرسه وقبّل حافر دابّته. قال : فحلفت التركي ، فقلت له : ما قال لك الرجل؟ قال : هذا نبيّ؟ قلت : ليس هذا نبيّ ، قال : دعاني باسم سمّيت به في بلاد الترك وما علمه أحد إلّا الساعة.
٦٠ ـ الحصاة التي وضعها في فم أبي هاشم : وفيه أيضا عن أبي هاشم الجعفري قال : دخلت على أبي الحسن عليّ الهادي عليهالسلام فكلّمني بالهنديّة فلم أحسن أن أردّ عليه وكان بين يديه ركوة ملأ حصى فتناول حصاة واحدة فوضعها في فيه فمصّها ثلاثا ثمّ رمى بها إليّ فوضعتها في فيّ فو الله ما برحت من عنده حتّى تكلّمت بثلاثة وسبعين لسانا أوّلها هنديّة.
٦١ ـ التوقير له الذي لا يملك تركه : وفيه أيضا بإسناده عن محمّد بن الحسن بن الأشتر العلوي قال : كنت مع أبي على باب المتوكّل وأنا صبيّ في جمع الناس ما بين طالبيّ وعبّاسيّ وجنديّ ، وكان إذا جاء أبو الحسن ترجّل له الناس كلّهم حتّى دخل ، فقال بعضهم لبعض : لم نترجّل لهذا الغلام وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنّا ، والله لا ترجّلنا له.
فقال أبو هاشم الجعفري : والله لترجلنّ صغارا وذلّة إذا رأيتموه ، فما هو إلّا أن أقبل وبصروا به حتّى ترجّل له الناس كلّهم ، فقال لهم أبو هاشم : أليس زعمتم