فكتب إلى أبي الحسن يشاوره ، فكتب إليه : اخرج فإنّ فيه فرجك إن شاء الله ، فخرج فلم يلبث إلّا يسيرا حتّى مات.
وقال : رأيت محمّد بن الفرج قبل موته بالعسكر في عشيّته وقد استقبل أبا الحسن فنظر إليه واعتل من غد ، ودخلت إليه عايدا بعد أيّام من علّته وقد ثقل فأخبرني أنّه بعث إليه بثوب فأخذه وأدرجه ووضعته تحت رأسه. قال : فكفن فيه.
٣٣ ـ استجابة دعائه في ابن الخضيب : وفيه أيضا ، وكذا المفيد في الإرشاد بالإسناد عن أبي يعقوب قال : رأيت أبا الحسن مع ابن الخضيب ، فقال له ابن الخضيب : سر جعلت فداك ، فقال له : أنت المقدّم (١) ، فما لبث إلّا أربعة أيّام حتّى وضع الدهق (٢) على ساق ابن الخضيب ثمّ نعى.
قال : وروي أنّه حين ألحّ عليه ابن الخضيب في الدار التي يطلبها منه بعث إليه : لأقعدنّ بك من الله تعالى مقعدا لا تبقى لك باقية ، فأخذه الله تعالى في تلك الأيّام.
٣٤ ـ استجابة دعائه في قضاء الحاجة لأبي موسى : وروى الشيخ في الأمالي بسنده عن أبي الحسن محمّد بن أحمد قال : حدّثني عمّ أبي قال : قصدت الإمام عليّ ابن محمّد عليهماالسلام يوما فقلت : يا سيّدي ، إنّ هذا الرجل قد أطرحني وقطع رزقي وملّني وما اتّهم في ذلك إلّا علمه بملازمتي لك ، وإذا سألته شيئا منه يلزمه القبول منك فينبغي أن تتفضّل عليّ بمسألته. فقال عليهالسلام : تكفى إن شاء الله.
فلمّا كان في الليل طرقني رسل المتوكّل رسول يتلو رسولا ، فجئت والفتح على
__________________
(١) قوله : «أنت المقدم» أي الذهاب إلى الآخرة ، والمراد بالدار الدار التي كان قد نزلها أبو الحسن عليهالسلام وطالبه بالانتقال منها وتسليمها إليه.
(٢) قال في القاموس : الدهق ـ محرّكة ـ خشبتان تعمز بهما الساق ويقال له بالفارسيّة : اشكنجه. قوله : لأقعدنّ بك ، الباء للتعليل أي للدعاء عليك. قوله : «باقية» كناية عن موته.