أدري ، قال : سلهم ، فسألتهم عمّا فعلوه ، فقال : هذا رجل يأتينا كلّ سنة فيعرض علينا الدين ويقيم عندنا عشرة أيّام وهو وصيّ نبيّ المسلمين ، فأمر بذبحهم عن آخرهم.
فلمّا كان وقت العتمة صرت إلى أبي الحسن فإذا خادم على الباب فنظر إليّ فقال لمّا بصر بي : أدخل ، فدخلت ، فإذا هو جالس ، فقال : يا بطلون ، ما صنع القوم؟ فقلت : يابن رسول الله ، ذبحوا عن آخرهم ، فقال لي : كلّهم؟ فقلت : نعم اي والله ، فقال : أتحبّ أن تراهم؟ قلت : نعم يابن رسول الله ، فأومأ بيده أن ادخل الستر ، فدخلت فإذا أنا بالقوم قعود وبين أيديهم فاكهة يأكلون.
٢٥ : إخباره عليهالسلام المنتصر بسبب اصفرار الآس : عن ثاقب المناقب بإسناده عن المنتصر ابن المتوكّل قال : زرع والدي الآس وأكثر منه ، فلمّا استوى الآس كلّه وحسن أمر الفرّاشين أن يفرشوا له الدكان الذي في وسط البستان وأنا قائم على رأسه ، فرفع رأسه إليّ وقال : يا رافضي ، سل ربّك الأسود عن هذا الآس الأصفر ما باله بين ما بقي من هذا البستان قد اصفرّ فإنّك تزعم إنّه يعلم الغيب.
فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنّه ليس يعلم الغيب ، وغدوت إليه عليهالسلام من الغد وأخبرته بالأمر ، فقال : يا بني ، امض أنت واحفر أصل الآس الأصفر فإنّ تحته جمجمة نخرة اصفراره لبخارها ونتنها. قال : ففعلت ذلك فوجدته كما قال ، ثمّ قال لي : يا بني لا تخبرنّ أحد بهذا الأمر فلن نحدّثك بمثله.
٢٦ : خبر زينب الكذّابة في سامرّاء : تقدّم في الجزء الأوّل برواية الراوندي في الخرايج وننقل هنا ما في مدينة المعاجز عن ثاقب المناقب ، قال : ظهرت في سرّ من رأى زينب الكذّابة وادّعت أنّها زينب بنت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فأحضرها المتوكّل وقال لها ما قالت ، فقال الفتح بن خاقان : ابعث إلى ابن الرضا فأحضره حتّى يخبرك حقيقة أمرها ، فأحضره ، فرحّب به المتوكّل وأجلسه معه على سريره