الكاتب وكان قد عمل أخبار سرّ من رأى ، قال : كان المتوكّل يركب ومعه عدد ممّن يصلح للخطابة وكان فيهم رجل من ولد العبّاس بن محمّد يلقّب بهريسة وكان المتوكّل يحقره ، فتقدّم إليه أن يخطب يوما ، فخطب فأحسن ، فتقدّم المتوكّل يصلّي فسابقه من قبل أن ينزل من المنبر فجاء فجذب منطقته من ورائه وقال : يا أمير المؤمنين ، من خطب يصلّي. فقال المتوكّل : أردنا أن نخجله فأخجلنا.
وكان الهريسة أحد الأشرار ، فقال يوما للمتوكّل : ما يعمل أحد بك أكثر ممّا تعمله بنفسك في عليّ بن محمّد فلا يبقى في الدار إلّا من يخدمه ولا يتعبونه بشيل ستر ولا فتح باب ولا شيء من هذه الخدمات وهذا إذا علمه الناس قالوا : لو لم يعلم باستحقاقه الأمر ما فعل به هذا ، دعه إذا دخل يشيل الستر بنفسه ، ويمشي كما يمشي غيره فيمسّه بعض الجفوة.
فأمر المتوكّل أن لا يخدم ولا يشال بين يديه ستر ، وكان المتوكّل ما رأى أحدا ممّن يهتمّ بالخبر مثله ، قال : فكتب صاحب الخبر إليه أنّ عليّ بن محمّد دخل الدار فلم يخدم ولم يشل أحد بين يديه سترا فهبّ هواء رفع الستر له فدخل ، فقال : اعرفوا خبره وقت خروجه ، فذكر صاحب الخبر أنّ هواء خالف ذلك الهواء شال الستر حتّى خرج فقال : ليس هواء يشيل الستر ، شيلوا الستر بين يديه.
٢٢ : خبر المشعبذ الهندي : روى القطب الراوندي في الخرايج عن زراقة حاجب المتوكّل ، قال زراقة : وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند إلى المتوكّل يلعب بالحقّ لم ير مثله ، وكان المتوكّل لعّابا فأراد أن يخجل عليّ بن محمّد عليهماالسلام فقال لذلك الرجل : إن أنت أخجلته أعطيك ألف دينار ، قال : تقدّم بأن يخبز رقاق واجعلها على المائدة وأقعدني إلى جنبه ، ففعل وأحضره عليهالسلام وكانت له مسورة على يساره وكان عليها صورة أسد.
وروي أنّه كان على باب من الأبواب ستر عليه صورة أسد وجلس اللاعب