ذلك محمّد بن الفضل وأمره بإكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى امرك ورأيك والتقرّب إلى الله وإلى أمير المؤمنين بذلك وأمير المؤمنين مشتاق إليك يحبّ إحداث العلم بك والنظر إلى وجهك ، فإن نشطت لزيارته والمقام قبله ما أحببت شخصت ومن اخترت من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة وطمأنينة ترحل إذا شئت وتنزل إذا شئت وتسير كيف شئت ، فإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحلتك ويسيرون بمسيرك فالأمر في ذلك إليك ، وقد تقدّمنا إليه بطاعتك حتّى توافي أمير المؤمنين ، فما أحد من إخوته وولده وأهل بيته وخاصّته ألطف منه منزلة ولا أحمد له إثرة ولا هو لهم أنظر وعليهم أشفق وبهم أبرّ وإليهم أسكن منه إليك ، والسّلام عليك ورحمة الله وبركاته ، كتب إبراهيم بن عبّاس في جمادى الآخرة سنة ٢٤٣».
فلمّا وصل إليها تقدّم المتوكّل بأن يحجب عنه في يومه فنزل في خان يقال له خان الصعاليك.
أقول : تاريخ الكتاب ينافي ما هو مشهور بل متواتر بأنّ مقامه عليهالسلام كان في سامرّاء عشرين سنة وأشهر ، وتوفّي سنة ٢٥٤ ، ومقتضى تاريخ الكتاب كان مقامه إحدى عشرة سنة وسهو الكاتب محتمل.
١٢ : مجيء يحيى بن هرثمة لإشخاصه عليهالسلام من المدينة إلى سامرّاء : قال المسعودي في مروج الذهب : حدّثنا ابن أبي الأزهر عن القاسم بن أبي عباد عن يحيى بن هرثمة قال : وجّهني المتوكّل إلى المدينة لإشخاص عليّ بن محمّد لشيء بلغه عنه ، فلمّا صرت إليها ضجّ أهلها ضجيجا وعجّوا عجيجا ما سمعت مثله ، فجعلت أسكتّهم وأحلف أنّي لم أومر فيه بمكروه ، وفتّشت منزله فلم أصب فيه إلّا المصاحف ودعاء وما أشبه ذلك ، فأشخصته وتولّيت خدمته وأحسنت عشرته ، فبينا أنا في يوم من الأيّام والسماء صاحية والشمس طالعة إذ ركب وعليه ممطر قد