الأقبية فوق الدرع يريد المختار ، فقال له أصحابه : تجنّب الطريق ، فقال : والله لأمرّنّ وسط السوق بجنب القصر ولأرعبنّ عدوّنا ولأرينّهم هوانهم علينا. فسار على باب الفيل وهو من أبواب المسجد الأعظم وقصر الإمارة بجانب المسجد ، فلقيهم أياس في الشرط ، فقال : من أنتم؟ قال : أنا إبراهيم بن الأشتر ، قال : ما هذا الجمع الذي معك ولست بتاركك حتّى آتي بك الأمير. قال إبراهيم : خلّ سبيلنا ، فامتنع ، ومع أياس رجل من همدان اسمه أبو قطن ، وكان أياس يكرمه وهو صديق إبراهيم ، فقال له إبراهيم : أدن منّي ، فدنا منه ظنّا أنّه يريد أن يستشفع به عند أياس ، فأخذ إبراهيم منه الرمح وطعن به أياسا في ثغر نحره فصرعه وأمر رجلا فقطع رأسه وانهزم أصحابه.
وأقبل إبراهيم إلى المختار فأخبره ، ففرح بذلك ، وقال : هذا أوّل الفتح ، وخرج إبراهيم وأصحابه فلقيهم جماعة فحمل عليهم إبراهيم فكشفهم وهو يقول : اللهمّ إنّك تعلم أنّا غضبنا لأهل بيت نبيّك ، ونطلب بثارهم ، فانصرنا على هؤلاء القوم. ثمّ حمل على جماعة آخرين فهزمهم حتّى أخرجهم إلى الصحراء ثمّ رجع إلى المختار فوجد القتال قد نشب بينه وبين أصحاب ابن مطيع ، فلمّا علم أصحاب ابن مطيع بمجيء إبراهيم تفرّقوا.
وخرج المختار بأصحابه ليلا إلى دير هند حتّى اجتمع عنده ثلاثة آلاف وجمع ابن مطيع أصحابه من الجبانات ووجّههم إلى المختار فبعث المختار إبراهيم في سبعمائة فارس وستّمائة راجل ، وبعث نعيم بن هبيرة أخا معقلة في تسعمائة وذلك بعد صلاة الصبح ، فقتل نعيم وأسر جماعة من أصحابه ، ومضى إبراهيم فلقيه راشد بن أياس في أربعة آلاف فاقتتلوا قتالا شديدا ، فقتل راشد وانهزم أصحابه ، وأقبل إبراهيم نحو المختار وشبث ابن ربعي محيط به ، فحمل عليهم إبراهيم فانهزموا وبعث المختار إبراهيم أمامه وخرج ابن مطيع فوقف بالكناسة وأرسل العساكر ليمنعوا المختار من