وأين واديها ، بل وجدوا العمل بها حراما عليهم ، ولو سكتوا وعملوا بالتقيّة لضاعت البقيّة من الحقّ ، وأصبح دين الإسلام دين معاوية ويزيد وابن زياد دين المكر ، دين الغدر ، دين النفاق ، دين الخداع ، دين كلّ رذيلة ، وأين هذا من الإسلام الذي هو دين كلّ فضيلة.
أولئك ضحايا الإسلام وقرابين الحقّ ، ولا يغبن عنك ذكر الحسين وأصحابه سلام الله عليهم الذين هم سادة الشهداء وقادة أهل الإباء ، نعم هؤلاء وجدوا العمل بالتقيّة حراما عليهم ، وقد يجد غيرهم العمل بها واجبا ، ويجد الآخرون العمل بها رخصة وجوازا حسب اختلاف المقامات وخصوصيّات الموارد ، ونسأل الله أن يجمع كلمتنا على الحقّ والهدى.
ومنهم : إبراهيم بن مالك
وقد تقدّم أنّ إبراهيم بن مالك الأشتر قتل عند دير الجاثليق الذي كان من طسوج مسكن من نواحي الدجيل ، ذكره سيّدنا في أعيان الشيعة وقال : إبراهيم بن مالك بن حارث الأشتر النخعي ، قتل سنة ٧١.
وفي مرآة الجنان لليافعي : إنّه قتل سنة ٧٢ مع مصعب بن الزبير وهو يحارب عبد الملك بن مروان ، وقبره قرب سامرّاء ، مزور معظّم وعليه قبّة.
والنخعي ـ بفتحتين ـ نسبة إلى النخع قبيلة باليمن وهم من مذحج.
وكان إبراهيم فارسا شجاعا شهما مقداما رئيسا ، عالي النفس ، بعيد الهمّة ، وفيّا شاعرا فصيحا ، مواليا لأهل البيت عليهمالسلام كما كان أبوه متميّزا بهذه الصفات ، ومن يشابه أبه فما ظلم.
وفي مرآة الجنان : إنّه كان سيّد النخع وفارسها ، وكان مع أبيه يوم صفّين مع