وعنه عليه الصلاة والسلام «من دخل مسجدي يتعلم خيرّا ويعلمه كان بمنزلة المجاهد في سبيل الله من دخله لغير ذلك من أحاديث الناس كان كالذي يرى ما يعجبه وهو لغيره»(١).
وعنه عليه الصلاة والسلام «أنا خاتم الأنبياء ومسجدي خاتم مساجد الأنبياء أحق المساجد أن يزار وتركب إليه الرواحل ، صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام» (٢) كذا في منح الفتاح (٣).
__________________
ـ وبضمهما أيضا. وشلم بالمعجمة وتشديد اللام بالمهملة ، وشلام بمعجمة ، وسلم بفتح المهملة وكسر اللام الخفيفة ، وأورى سلم بسكون الواو ، وبكسر الراء بعدها تحتانية ساكنة قال الأعشى : وقد طفت للمال آفاقه* دمشق فحمص فأورى سلم. ومن أسمائه كورة ، وبيت إيل ، وصهيون ، ومصروت آخره مثلثة وكورشيلا ، وبابوس بموحدتين ومعجمة وقد تتبع أكثر هذه الأسماء الحسين بن خالويه اللغوي في كتاب [ليس]. وفي هذا الحديث : فضيلة هذه المساجد ومزيتها على غيرها لكونها مساجد الأنبياء ، ولأن الأول قبلة الناس وإليه حجهم ، والثاني كان قبلة للأمم السالفة ، والثالث أسس على التقوى. انظر / فتح الباري (٣ / ٧٨).
(٦) متفق عليه : أخرجه البخاري في فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (٣ / ٧٦) ـ الحديث (١١٨٩). ومسلم في الحج (٢ / ١٠١٤) ـ الحديث (٥١١ / ١٣٩٧). وأبو داود في المناسك (٢ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣) ـ الحديث (٣٠٣٣). والترمذي في أبواب الصلاة (٢ / ١٤٨) ـ الحديث (٣٢٦). والنسائي في الكبرى في المساجد (١ / ٢٥٨) ـ الحديث (٧٧٩). وابن ماجة في إقامة الصلاة (١ / ٤٥٢) ـ الحديث (١٤٠٩). والإمام أحمد في مسنده (٢ / ٣١٣) ـ الحديث (٧٢٠٩).
(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (١) ٤٦٦ ـ الحديث (٨٦٢٤). وابن حبان في صحيحه (ص / ٤٩) الحديث (٨١) موارد الظمآن). والحاكم في المستدرك في العلم (١ / ٩١) ـ والطبراني في الكبير (٦ / ١٧٥). الحديث (٥٩١١).
(٢) عزاه الحافظ السيوطي للبزار عن عائشة مرفوعا. انظر / الدر المنثور (٥٤١٢).
(٣) جاء في الهامش : قال العلامة الخطيب أحمد البري عن شيخه العلامة عبد الرحمن الخياري ـ رحمهماالله ـ ما نصه : فالصلاة بمكة وإن كانت أكثر من حيث العدد فهي في المدينة أكثر من حيث المدد المحمدي وقد يزكو العدد القليل لبعض الأسباب على العدد الكثير كصلاة النفل في البيت بالنسبة إلى صلاته في المسجد ولو المسجد الحرام على القول باختصاص المضاعفة به لما فيه من الاتباع ، ولئن سلم عدم الزيادة عليها [...] بعد يوجد في المفضول مزية ليست في الفاضل كما في الصوم ، فإن الصلاة أفضل منه على الأصح ومع ذلك يتولى الله جزاءه وذلك يدل على أنه أعظم من جزاء الصلاة ، لأنما يتولاه الله تعالى شيء عظيم ، وحيئنذ لا دليل في كثرة المضاعفة على أفضلية مكة لخروج الصلاة بدليل خاص لحكمة يعلمها الله تعالى ويعلم بها من يشاء فتفطن. أشار إلى هذا الأخير البرماوي في شرح البخاري له.