من رام يستقصي معالم طيبة |
|
ويشاهد المعدوم كالموجود |
فعليه باستيفاء تاريخ الوفا |
|
تأليف عالم طيبة السمهودي |
[وروي](١) عنه عليهالسلام «لا تشد الرحال (٢) إلا (٣) إلى ثلاثة مساجد. المسجد الحرام (٤) ومسجدي هذا والمسجد الأقصى» (٥)(٦).
__________________
(١) في أ [ورد].
(٢) بضم أوله بلفظ النفي والمراد النهي عن السفر إلى غيرها. قال الطيبي : هو أبلغ من صريح النهي كأنه قال : لا يستقيم أن يقصد بالزيارة إلا هذه البقاع لاختصاصها بما اختصت به ، والرحال بالمهملة جمع وصل وهو للبعير كالسرج للفرس ، وكنى بشد الرحال عن السفر لأنه لازمه مع مخرج ذكرها مخرج الغالب في ركب المسافر وإلا فلا فرق بين ركوب الرواحل والخيل والبغال والحمير والمشي في المعنى المذكور ويدل عليه قوله في بعض طرقه [إنما يسافر] أخرجه مسلم من طريق عمران بن أبي أنس عن سليمان الأغر عن أبي هريرة. انظر فتح الباري (٣ / ٧٧).
(٣) الاستثناء مفرغ والتقدير لا تشد الرحال إلى موضع ، ولازمه منع السفر إلى كل موضع غيرها ، لأن المستثنى منه في المفرغ مقدر بأعم العام ، لكن يمكن أن يكون المراد بالعموم هنا الموضع المخصوص وهو المسجد. انظر فتح الباري (٣ / ٧٧).
(٤) أي المحرم وهو كقولهم الكتاب بمعنى المكتوب ، والمسجد بالخفض على البدلية ، ويجوز الدفع على الاستئناف والمراد به جميع الحرم. وقيل : يختص بالموضع الذي يصلى فيه دون البيوت وغيرها من أجزاء الحرم. قال الطبري : ويتأيد بقوله : [مسجد ، هذا] لأن الإشارة فيه إلى مسجد الجماعة ، فينبغي أن يكون المستثنى كذلك. وقيل : المراد به الكعبة حكاه المحب الطبري وذكر انه يتأيد بما رواه النسائي بلفظ [إلا الكعبة] قال الحافظ ابن حجر : وفيه نظر لأن الذي عند النسائي [إلا مسجد الكعبة] حتى ولو سقطت لفظة مسجد لكانت مرادة ، ويؤيد الأول ما رواه الطيالسي من طريق عطاء أنه قيل له : هذا الفضل في المسجد وحده أو في الحرم؟ قال : بل في الحرم لأنه كله مسجد. انظر / فتح الباري (٣ / ٧٧ ـ ٧٨).
(٥) أي بيت المقدس وهو من إضافة الموصوف إلى الصفة ، وقد جوزه الكوفيون واستشهدوا له بقوله تعالى : «وما كنت بجانب الغربي». والبصريون يؤولونه بإضمار المكان أي الذي بجانب المكان الغربي ومسجد المكان الأقصى ونحو ذلك ، وسمي الأقصى لبعده عن المسجد الحرام في المسافة. وقيل : في الزمان. قال الحافظ ابن حجر : وفيه نظم لأنه ثبت في الصحيح أن بينهما أربعين سنة. وقال الزمخشري : وسمي الأقصى لأنه لم يكن حينئذ وراءه مسجد وقيل : لبعده عن الأقذار والخبث. وقيل : هو أقصى بالنسبة إلى مسجد المدينة لأنه بعيد من مكة وبيت المقدس أبعد منه ولبيت المقدس عدة أسماء تقرب من العشرين منها إيلياء بالمد والقصر وبحذف الياء الأولى ، وعن ابن عباس إدخال الألف واللام على هذا الثالث ، وبيت المقدس بسكون القاف ، وبفتحها مع التشديد ، والقدس بغير ميم مع ضم القاف وسكون الدال ـ