الصافي وأما الخسيسة فهي علوم الفلسفة وقد فصلتها في كتاب النصر وأنشدوا :
يا وحشة الإسلام من فرقة |
|
مشغلة أنفسها بالسفه |
قد نبذت دين الهدى خلفها |
|
وادعت الحكمة والفلسفة |
وقال آخر :
اتق الله والزم هدى دينه |
|
وبعدهما فاطلب الفلسفة |
ودع عنك قومّا يعيبونها |
|
ففلسفة المرء قل السفه |
نكتة : في كتاب أخبار المأمون يروى أنه بعث إلى صاحب جزيرة قيرس يطلب منه خزينة (كتب) (١) اليونان فجمع كبار دولته واستشارهم فقال رئيسهم الرأي عندي أن تبعث بها إليه فإن كتب الفلسفة ما دخلت على شريعة إلا أفسدتها فجهزها إليه فكان من أمرها ما اطربت له الأفهام وزلت بسببه الأقدام وأوقع في مهاوي الكلام (وَلَوْ شاءَ اللهُ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ)(٢).
وما أحسن ما قال :
وإذا طلبت العلم فاعلم أنه |
|
حمل ثقيل فانتخب ما تحمل |
وإذا علمت بأنه متفاضل |
|
فاشغل فؤادك بالذي هو أفضل |
وقال آخر :
إذا ما اغتر ذو علم بعلم |
|
فعلم الفقه أولى باعتزاز |
فكم (٣) عرف يفوح ولا كمسك |
|
وكم طير يطير ولا كباز |
وقال :
وإذا أردت من العلوم أجلها |
|
فعليك بالقرآن والاعراب |
هذا لدينك إن أردت ديانة |
|
وهدى وذاك لمنطق وخطاب |
وقال :
إذا لم يكن مر (٤) السنين مترجما |
|
عن الفضل في الإنسان سميته طفلا |
ولا تنفع الأيام حين تعدها |
|
ولم تستنفد علما يزين ولا فضلا |
وقال :
__________________
(١) سقط من ب.
(٢) سقط من أ.
(٣) في ب [فلم].
(٤) في ب [من].