إذا كان شيء لا يساوي جميعه |
|
جناح بعوض عند من أنت عبده |
واشغل (١) جزء منه كلك والذي |
|
يكون على ذا الجلال قدرك عنده |
فطوبى لمن (٢) حل بهذه العالم والديار |
|
وشملته أنوار هذه المعاهد والآثار |
وقضى فيها ما بقي من الأنفاس والأعمار فيما بين المسجد المؤسس على التقوى والروضة التي هي من رياض جنة المأوى :
ومن يعش هكذا فقد جعلت |
|
وقفا عليه سوابغ النعم |
ومن فاته العين هدى شوقه الأثر |
|
ومن لم يظفر بلذة المشاهدة لم يعدم |
لذاذة الخبر (٣) أنشد لنفسه أبو عبد الله محمد (٤) الفيومي :
إني إذا برحت دار المصطفى |
|
وازداد شوقي نحوها وحنيني |
طالعت في تاريخها السامي لكي |
|
أمشي على آثاره بعيوني |
اللهم اجعل لنا بها قرارّا ورزقّا حسنّا ولا تحرمنا شفاعة ساكنها الذي شمل الكائنات نوافل ومننا وصلى وسلم عليه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين آمين.
أنشد الشيخ شرف الدين عمر بن الفارض :
تيقنت أن لا منزلا بعد طيبة |
|
يطيب وان لا عزة بعد عزة |
وما اختص وقت دون وقت بطيبة |
|
بها كل أوقاتي مواسم لذتي |
ولله در القائل :
ما ذكر الطير للأوطان أوطارا |
|
إلا وشاهدت قلبي هام أوطارا |
كلا ولا لمعت بالسفح بارقة |
|
إلا وسح سحاب الدمع مدرارا |
ولا سرت نسمة من طيبة سحرا |
|
إلا وأصبح نشر الكون معطارا |
ولا تذكرت أيامي بروضتها |
|
إلا وأجريت في الخدين أنهارا |
يا ساكني طيبة من (٥) بعد بعدكم |
|
لم يألف القلب لا ربعّا ولا دارا |
ولا رأت مقلتي من بعد طلعتكم |
|
بدور ثم ولا شمسّا ولا أقمارا |
فكلما رمت بالأفكار رؤيتكم |
|
تصورت جارحات (٦) القلب أبصارا |
ولست أعجب من غدر الزمان بنا |
|
والدهر ما زال بالإنسان غدارا |
__________________
(١) في ب [فاسمك].
(٢) في ب [بمن].
(٣) في ب [الحير].
(٤) سقط من ب.
(٥) سقط من ب.
(٦) في ب [خارجات].