ضمت خمسين جنسية من مختلف الجنسيات الإسلامية ليتفقهوا في دينهم ويتعرفوا إلى نواحي الاجتماع والتعاون والديمقراطية الصحيحة في إسلامهم ، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ، وليكونوا رسائل حية لجمهوريتنا يربطون بيننا وبين إخواننا في جميع الدول وهؤلاء يعد لهم الآن منهاج دراسي يتفق وطبيعتهم ويحقق الرباط بيننا وبين دولهم ويساعدنا ويساعدهم على تحقيق رسالة الإسلام ، ولقد وفد إلى الأزهر في هذه الآونة أحد المسلمين الأمريكان ليدرس في الأزهر ، وقد أمرت له بمنحة شهرية. أدعو الله لهذا ولغيره أن يكون جهاده وتعلمه في سبيل العلم .. في سبيل الربط الحر المتين بين دول الأرض بما ينشر السلام ويحققه.
ثم استطرد الأستاذ الأكبر قائلا : إن مشيخة الأزهر تدعوك يا دكتور طه والمستر سالات والدكتور تقي ، تدعوكم من الآن لزيارة هذه المدينة المعدة على أحدث النظم في العالم ..
ثم سأل المستر سالات : لما ذا لا تترجمون كتب فضيلتكم إلى اللغات الأخرى؟
فأجاب الأستاذ الأكبر : إنني أعدكم بترجمتها ..
فتدخل الدكتور طه حسين في الحديث وقال : إنني أتمنى لو ترجمت إلى الأسبانية واذكر بهذه المناسبة أنني عند ما كنت وزيرا للمعارف أرسلت بعثة إلى اسبانيا فاشترك الأزهر بواحد وكنت أود أن لو انتفع به الأزهر وهو الآن أستاذا في كلية دار العلوم.
وبعد ساعة .. انتهى حديث شيخ الأزهر وطه حسين والمستر سالات .. انتهى حديثهم عن حرية الفكر .. الحرية التي توصل إلى السمو في الهدف وتحقق آمال الناس جميعا فيما يهدفون إليه .. الحرية التي تأبى توجيه العلم إلى الشر وتحطيم القوى .. الحرية التي تهدف إلى التعارف الحر على أساس العلم لا على أساس السياسة ..