الوعاظ من أبنائه في صفوف الشعب يخاطبونه بالأسلوب القريب إلى نفسه ،
ويعالجونه علاجا نفسيا يقوي عزائمه ويثبت إيمانه.
١٣ ـ يعني
الأزهر عناية جدية بوعظ السيدات وتعليمهن شئون دينهن ، ليكن خير مربيات لأبنائهن ،
وليغرس في نفوسهن منذ الحداثة الإيمان بالله وحب الوطن ، وهو يعقد لذلك مئات
الدروس كل يوم من أقصى الصعيد إلى القاهرة ، ومن القاهرة إلى البحر الأبيض المتوسط
، للوعظ والإرشاد والتعليم.
وفي نفوس رجال
الأزهر مشروع لإنشاء معهد لتعليم البنات والسيدات العلوم الدينية والعربية ، إحياء
لسنن السلف الصالح من العناية بتثقيف السيدات وإتاحة الفرصة لهن ليتفقهن في الدين
، نرجو أن يتحقق في القريب العاجل. وليس تعليم السيدات بالأزهر بجديد ، فقد سبق
الأزهر العالم كله منذ إنشائه حين كانت تعقد فيه دروس خاصة للسيدات ، وكان بعضهن
يحضرن الدروس العامة ليتفقهن في الدين كالرجال سواء بسواء.
هذه بعض جهود
الأزهر في ربع قرن ، وهذه هي خطواته بعد الإصلاح ، وهي إن لم تكن أوفت على الغاية
فقد جاوزت البداية القلقة ، وثبتت أقدام الإصلاح. والأزهر بعد يسير بخطى جبارة ،
وما هي إلا عشية أو ضحاها حتى يجمع فيها أنفاسه بعد هذا الجهد الشاق إلا ويستبق
الزمن ويفقز إلى الطليعة يقود البلاد كعهده في الثقافة واللغة وعلوم الدين ، ويهيء
للمجتمع الإسلامي كله حياة طيبة نافعة تسلكه مع أمم الأرض في الرقي والحضارة.
ـ ١١ ـ
وقد ألقى الشيخ
عباس الجمل في أبريل عام ١٩٣٦ محاضرة موضوعها رسالة الأزهر ، كان خلاصتها أن
الأزهر إنما قام لنشر فقه الشيعة وعقائدهم ومبادئهم الدينية والسياسية. وأن
الفرنسيين حين دخلوا مصر