ومن بينهم رينان وهانوتو وإضرابهما ، وأخذ يفند مزاعمهم ، ويبطل حججهم ويبين أكاذيبهم وخدعهم ، حتى صرعهم وفضحهم في المجال الدولي ، وعرف العالم الإسلام على حقيقته ، وقال بعض فلاسفتهم : إذا كان الإسلام كما يقول الشيخ محمد عبده فأحرى بنا جميعا أن ندخل فيه ، ونستظل برايته.
كتب رحمة الله حين سخر هانوتو من تشريع الحج عند المسلمين ، وكتب بعض الكاتبين مقالة يرد بها عليه ورأى الأستاذ الإمام أنها تحتاج إلى دعم وتوضيح فكتب يقول :
يكتب بعض أرباب الأقلام من المسلمين في حكمة الحج ، ويقول : إنه صلة بين المسلمين في جميع اقطار الأرض ، ومن أفضل الوسائل للتعاون بينهم ، فعليهم أن يستفيدوا منه ـ وهو كلام حق ، لكن لا ينبغي أن يفهم على غير وجهه ، فإن الغرض منه أن يذكر المسلمون ما بينهم من جامعة الدين ، حتى يستعين بعضهم ببعض على إصلاح ما فسد من عقائدهم ، أو أضل من أعمالهم ، وفي مدافعة ما ينزل بهم من قحط أو ظلم أو بلاء ، وهو معهود عند جميع الأمم التي تدين بدين واحد ، خصوصا عند الأوربيين.
وكتب إلى الفيلسوف تولستوي حين حرمته الكنيسة لدعوته إلى التوحيد :
أيها الحكيم ، لم نحظ بمعرفة شخصك ، ولكنا لم نحرم التعارف مع روحك ، لقد سطع علينا نور من أفكارك ، وأشرقت في أفقنا شموس من آرائك ، ألفت بين نفوس العقلاء ونفسك ، ونظرت نظرة في الدين مزقت حجب التقاليد ، ووصلت بها إلى حقيقة التوحيد ، ورفعت صوتك تدعو الناس إلى ما هداك إليه الله.
وحقا لقد كان الشيخ محمد عبده عالما فذا ، ومصلحا قديرا ،