أبرم بها؟ قالت : فإنى أعينك بما أردت ، وهي حبلى برافع بن أبجر متمّ فأصبح الناس ظاعنين وقالت : إني ما خض فسار عميرة في السلف المتقدمين ، ثم قال لحرقصة : لعلّي لو رجعت إلى أهلي فاحتملتهم فقد ولدت صاحبتهم فقال حرقصة : لا أبالي أن تفعل. فكرّ عميرة على ناقة يقال لها الجبينة ، فلقى المرأة قد احتملت هي وصواحبها فوافقته فقالت قد خبأت حيث كان فراشي زادك وسقاءك ، فمضى حتى استثارهما ثم نفذ ، فلم يفقده الناس ، حتى تحالّوا مغرب الشمس ، ففقده حرقصة فأتى أخته مريّة امرأة عميرة فقال لها : اين هو؟ قالت لاقانا ضحى فوافقنا ثم مضى إلى دارنا فلم نره بعد. فاستحى حرقصة أن يذكر أمره لأحد ، حتى جنّ عليه الليل ، وتحدث به الرجال من قبل النساء فأقبلوا إلى حرقصة فقالوا : ويلك ما صنع الرجل؟ قال : ما أظنه إلّا ذهب قالوا : إن تكن في شكّ فإنّا مستيقنون.
فسار عميرة يومه وليلته والغد ، حتى إذا لقى أنف الزور من الصحراء وغربت الشمس أناخ ، فحلّ راحلته وقيّدها ، وعصب يديها ، ثم نام حتى إذا علاه الليل قام ، فلم ير الناقة قال : فسعيت يمينا وشمالا حتى أضاء الصبح ، فإذا خمسون ومائة نعامة ، وإذا ناقتي تخطر قائمة قريبة مني ، فأنا غضبان على نفسي ، فأجددت السير يومى ذاك حتّى أرد سفار فأجد في منازل القوم نسعة فسقيت راحلتي ، وسفار ماء لبني تميم وطعمت من تمر كان معي ، وشربت ثم ركبت مسى الثالثة فأصبحت بالحطّامة (١) من ذي كريب فإذا أنا بناس يعلقون السدر يعني يرعونه
__________________
(١) ذكر فى موضع آخر (الحطابة) بالباء