الحجاج مقتلة عظيمة ، قتلهم العرب ، وانتهبوهم ـ وأشار إلى رسالة ابن المنير ـ وكان الحجاج مغاربة ، والركب المصري قد تخلف ذلك العام فتجاسر المعاربة على النفوذ ، فاتفق لهم ما اتفق ، والوجه هو منتصف الطريق ، على التحقيق. انتهى.
ونص ما جاء في رسالة ابن المنير : وحيّا الله الوجه وإن كانت عليه تلك الواقعة ، فما أحسنه إذا لمحه الفكر وإن كانت عليه السيوف لامعة انتهى.
وقال ابن فضل الله العمريّ في كتاب «مسالك الأبصار» (١) ـ في وصف الوجه ـ : هو جفار في واد يسيح ماؤه ليلا ويشحّ نهارا ، يرد (٢) ماءه كأنه ماء النيل والفرات ، وكثيرا ما يحصل للحاج على منزله العذب زحام ، ويقع بينهم بسببه مشاجرات وخصام. انتهى.
وقال في «درر الفوائد المنظمة» (٣) : (وحصل في بعض السنين عطش شديد بالوجه ، وبينه وبين الأزلم ، سببه قلة الماء الذي كان صحبة أهل الركب ، وعدم وجوده في الوجه ، أدّى ذلك إلى موت جماعات كثيرة بالطرقات (٤) .... وعادة هذا المورد المسمى بالوجه إذا كان مطر يحصل به عامة النفع والإنعاش والرّيّ التامّ للوفد ، وماؤه أطيب مناهل الحجاز ، فإذا نزحت آباره لقلة المطر أو لعدمه ـ كما في زماننا هذا فإن له إلى آخر سنة ٩٦٠ نحو الثمان سنوات لم يقع في تلك الأرض
__________________
(١) «درر الفوائد المنظمة» : ٤٥٠.
(٢) لعل الضمير فى (يرد ماءه) يعود لركب الحج ، إن لم تكن الكلمة محرفة عن برد مائه أى بارد ماؤه.
(٣) ص ٣٨١.
(٣) ص ٣٨١.