الوجه : ـ على الاسم المعروف ـ كان هذا الاسم يطلق على واد من أودية تهامة ، ينزله الحجاج القادمون بطريق الساحل من مصر أو الشام ، ولهذا كثر ذكره في رحلات الحج. كما كان يطلق على ميناء تقع في مصب ذلك الوادي في البحر.
ففي كتاب «منازل الحجاز» (١) : بعد ذكر الحوراء ـ ثم تسلك بين جزيرتين تسمى الحلق ، ثم إلى جزيرة أم الملك ، إلى جزيرة شيبرة ، وتضيق الشعاب والجزائر إلى مضيق رتقة الزريعا (؟) إلى جزيرة ريعا (؟) إلى مرسى الوجه ، وعليه في البحر جزيرة (...) بها حجر عظيم ، طريق القلزم ، يأخذون هناك من الركاب البشارة ، ثم إلى مرسى الرّسّ (؟) في بلد جهينة ، ثم إلى مرسى زاعم. انتهى. على عدم وضوح كثير من الأسماء التي أوردها ، ولعل الجزيرة القريبة من مرسى الوجه كان اسمها ريقا ، وهي تعرف الآن باسم (رايجة) في الجنوب من ميناء الوجه ، تشاهد رأى العين.
وكلمة (الرس) ليس بعيدا أن تكون تصحيف (زبيره) وهي مرسى بين رأس الأبيض ورأس الأزلم ، ولكنها تقع بعد مرسى زاعم بمسافة بعيدة ، ومرسى زاعم هو الذي يلي مرسى الوجه بجواره.
وقال العبدري في رحلته ـ وقد حج سنة ٦٨٩ : ومن كفافة إلى الوجه ثلاثة أيام ، وهو ماء عذب صيب ، في أصل الجبل مثل الأول ، ولكنه ليس في الغزارة والإمكان مثله ، ووقعت فيه في بعض الأعوام في
__________________
(١) ينقل عن كتاب «نظام المرجان فى مسالك البلدان» مؤلف فى أول الخامس (سنة ٤١٤ وهو لأحمد بن أنس العذرى كما أوضحت ذلك فى بحث نشر فى «العرب» س ١٢ جزء القعدة والحجة سنة ١٣٩٧.