وفي «النقائض» : وأما قيل وأيهم فكان سبب قتلهما يوم طلحات حومل ، وهو يوم مليحة ، أن بسطام بن قيس خرج مغتربا ، وذلك حين ولّى الرّبيع ، واشتدّ الصيف ، وقد توجهت بنو يربوع بينهم وبين طلح ، فذكر لأخريات بني يربوع أنهم رأوا منسرا ، فبعثوا مرسلا فأشرف ضفيرة حومل ـ والضّفيرة والعقدة المتراكم من الرمل ـ فرفع له عشرون بعيرا يعدّهنّ عند طلحات حومل ، فحسب أنه ليس غيرهم (؟) والجيش في الخبراء دونهم ، فكرّ يدعو : يا آل يربوع الغنيمة!! فتسارع الناس أيّهم يسبق إليها ، فجاؤوا متقطعين ، فسقطوا على الجيش في الخبراء ، فلم تجىء عصبة إلّا أخذوا. وأصابت بنو شيبان نعمان بن قيل ، وأيهم اليربوعيّين ، وأسروهما.
ثم ذكر أنهم اتفقوا معهما على أن يجيروهما حتى يسقوا دوابّهم ويستقوا من ماء طلح فأجاروهما.
وتعرف مليحة هذه الآن باسم (مليحا) تصغير ملحاء ، وكثيرا ما تنطق العامة مثل هذا الاسم فهم يقولون (عرجاء) للبلدة التى تعرف قديما باسم (عرجة) وقبة (قبا).
ومليحة (مليحاء) جال مرتفع جلد من الأرض ، متصل بجبل روية من الغرب ، تقع بلدة قبة في جانبه الجنوبي ، ويشاهد منها رأي العين بينها وبين الطّليحي (طلح).
وكلام عمارة يفهم منه أن مليحة نجفة ـ وهي كما وصف ، ورملة الشيحة تقع غير بعيدة عنها ، وهي واقعة في التّيسيّة وهي من حزن بني يربوع (تقع مليحة بقرب خط الطول ١٥؟ ـ ٤٤؟ وخط العرض ٢٩؟ ـ ٢٧؟).