الرمل ميلان وشيء ، وسمّى مربخا لأنّه بربخ الماشي فيه من التعب والمشقة ، يقال : ربخت الإبل أي فترت في ذلك الرمل من الكلال وللراجز فيه :
أمن جبال مربخ تمطّين |
|
لابدّ منه فانحدرن وارقين |
ويسمى قسم منه مضرطا قال في كتاب «المناسك» (١) : السّمينة بين مضرط ومربخ ينحدر من أحدهما ، ويصعد من الآخر بصعوبة ، فالذى يلي البصرة هو أصعبهما وهو الأول. ولما انحدر الحجاج كان معه جارية ، فاستصعب على الجمالين الرمل ، فسألوا أصحاب الحجاج النزول عن الإبل ففعلوا ، إلا الحجاج وجاريته فقال راجزهم :
الرّمل لا يركب فيه أحد |
|
إلا النّساء وأبو مجمّد |
وقد يضاف مربخ إلى زرود ـ أي إن الاسم يتوسع فيه كما نقل ياقوت عن الزمخشري : مربخ رمل من رمال زرود (٢).
ويظهر أن اسم مربخ يطلق على معظم رمل الدهنا وأنه لا ينحصر في هذا الموضع فقد جاء في كتاب «المناسك» أيضا (٣) أنّ مربخا يقع بقرب السّمينة بينها وبين النّباج ، وأن السّمينة بين مربخ ومضرط ، وأطال الكلام هناك. وذكر نصر أنّ مربخا رمل مستطيل بين مكة والبصرة.
وإذا أردنا أن نستدل على مربخ بصعوبة السير فيه أمكننا القول بأن مربخا هو ما يعرف الآن باسم عرق المظهور وهو حبل من الرمل يمتد من جنوب طريق البصرة حتى يتجاوز طريق الكوفة ، وعرضه ثلاثة أكيال تقريبا ، وليس مرتفعا ، ولكنه رمل ناعم جدّا ، تغوص فيه الأرجل ، وتقع الثعلبية في الشمال الشرقي منه ، في جوف منخفض من الأرض ،
__________________
(١) ٣٩٩ و ٥٨٤.
(٢) «معجم البلدان».
(٣) ٥٨٤.