طابعها الخاص ، متميزة تماما عن أيّ شيء يراه المرء في سورية ، وكل شيء نموذج مصغّر ، الستة عشر بيتا المربعة الصغيرة ، والأبراج الصغيرة ذات المشارف ، والأسوار بمشارفها بارتفاع ٧ أقدام ـ والسبعون أو الثمانون نخلة في بستان يروى من آبار ، وبعض أشجار حسبتها في البداية سروا ثم اتضح لي أنها نوع من الأثل.
ومع أنها محلّ صغير جدّا فإن «(كاف) ذات منظر فريد مزهر ، فكل شىء هناك أنيق ، وفي إصلاح حسن ، ولن تجد شرفة واحدة مكسورة ، أو بابا خارجا عن مفصلاته. كما هي الحال ـ بكل تأكيد في سورية ، وهناك أيضا عدد طيب من صغار النخيل ، غرست بين النخلات الكبيرات ، وشجيرات تين حديثة وكروم ، وأشياء قلّ أن تجدها في الشمال.
والناس لطاف المنظر ، حسنو السلوك ، ولو أنهم فى البداية أفزعونا قليلا ، بطوافهم والسيوف في أيديهم ، وهذه يحملونها منكسة على كلا الكتفين ، أو يقبضون على غمدها بكلتا اليدين ، أشبه كثيرا بما يشاهد المرء في الأشكال المنقوشة على الصخر لشهداء العصور الوسطى ، أو في صور المجاهدين (الصليبيين).
استقبلنا عبد الله القاسم شيخ القرية والذي إليه حملنا رسالة من حسين بأدب عظيم ، ونظّفت غرفة في بيته من أجل استعمالنا ، وككل الغرف الأخرى فتح بابها على الفناء الذي في وسطه ربط فلوّ عمره سنتان وكانت غرفتنا مخزنا للوقود كما كانت بدون أثاث من أيّ نوع ، ولكننا اغتبطنا أن نجدها بدون سكان أيضا ، والهندسة المعمارية هنا بسيطة جدّا ، مجرد جدران من الطين بلا شبابيك أو فتحات من أي