فيها ركابا كثيرة ـ والثّمد ركايا تملأ فتشرب مشاشتها من الماء ثم تردّه. قال زهير :
فعرّسوا ساعة في كثب أسنمة |
|
ومنهم بالقسوميّات معترك |
وفي خبر يوم الصّمد (١) : أن النذير أصبح بطلح وبها جماعة من بني يربوع فأرسلوا فارسين طليعة. فلما تعالى النهار من اليوم الثالث طلع الفارسان فقالا : تركنا القوم حين نزلوا القسوميّة. قال : فتلبّبنا ثم ركبنا وأخذنا طريقا مختلفا حتى وردنا الينسوعة ، فوجدنا منزل القوم حين استقوا ونثروا التمر ، وتخففوا للغارة ، واستقبلوا أسفل ذي طلوح. انتهى المقصود منه
وقال نصر (٢) : القسوميّات : ثمد فيه ركايا كثيرة ، عادلات عن طريق فلج ذات اليمين ، سقاها عمر زبيب بن ثعلبة وكان دليل جيوشه. انتهى.
وزبيب هذا ـ على ما جاء في ترجمته في «الاصابة في أسماء الصحابة» من بني العنبر. ولهذا ينبغي أن تكون القسومّيات من بلادهم ، إذ المعروف أنّ المرء لا يقطع مكانا في غير بلاده. وبنو العنبر كانوا أهل فلج (الباطن) فينبغي أن تكون القسوميات قريبة منه في شماله الغربيّ ، وفي شمال الرقمتين غير بعيدة منهما (انظر هذا الاسم) وأراها بعد أسنمة التي ذكرها معها زهير ، فهو يصف اتّجاهه نحو فيد ، غرب الدهناء ، ويدل خبر يوم الصّمد أن القسومية ـ وهي إحدى القسوميات ـ تقع على مقربة من الينسوعة (بريكة الأجردي) شمالها.
__________________
(١): «التقائض» : ٧٨٣.
(٢) : كتاب نصر الورقة ١٢٧ و «تاج» العروس ـ قدم؟؟؟ ـ وفيه : ربيب تصحيف.