وقيل : قبر العبادي لمكان الأكرياء. قال أبو كثير ـ راوي الخبر ـ فهو والله أبي : قال فقلت: أفلا تخبر الناس بحاله؟ قال : لا!.
وسمّى ابن بطوطة قبر العبادى قبر المرجوم فقال : في رحلته (١) : ثم رحلنا ـ من الثعلبية ـ فنزلنا ببركة المرجوم ، وهو مشهد على الطريق عليه كوم عظيم من الحجارة ، وكل من مرّ به رجمه. ويذكر أن هذا المرجوم كان رافضيّا ، فسافر مع الركب يريد الحج ، فوقعت بينه وبين أهل السنة من الأتراك مشاجرة ، فسبّ بعض الصحابة ، فقتلوه بالحجارة. وبهذا الموضع بيوت كثيرة للعرب وبه مصنع كبير يعمّ جميع الركب مما بنته زبيدة. انتهى.
ولقد شاهدت ـ في شهر ربيع الأولى ١٣٩٥ ـ على مقربة من بركة حمد ، الواقعة شمال بركة العشّار تلّا مرتفعا من الحجارة على جانب الطريق ، يفصل بينه وبين الجال الصخري الممتد غرب بركة حمد ، فظننته قبر العبادي ، غير أن المسافة بين هذه البركة وبين بركة الشّيحيات التي يغلب على الظن أنها الشقوق لا تبلغ ما قدره المتقدمون (؟؟ ٢ ـ ١ ٢٢ ميلا) عند صاحب كتاب «المناسك» نحو ٤٠ كيلا و ٢٩ كيلا عند ابن خرداذبة نحو ٤٨ كيلا ، فهي ـ على ما قدر موزل ٢٤ كيلا ، ولهذا فينبغى أن يكون قبر العبادي بقرب بريكة العشار التي يراها موزل هي البطان ، وهو رأي تؤيده المشاهدة ومقارنة المسافة بين هذه البركة وبين الشقوق (الشّيحيّات) وهي ٥٠ كيلا (نحو ٢٩ ميلا) حسب تحديد ابن خرداذبة.
قبر عكّاشة بن محصن : ـ الصحابي الجليل تقدم ذكره في الكلام على (بزاخة) والغمر.
__________________
(١) ص ١٧٥ ط : صادر فى بيروت سنة ١٣٨٤