قبر الكفافيّ : ـ بضم الكاف بالنسبة إلى كفافة الوادي الواقع على مقربة من ظبا جنوبها ـ وهو قبر لا يزال معروفا. وأول من رأيته ذكره الجزيري في كتاب «درر الفوائد المنظمة في أخبار الحج وطريق مكة المعظمة» (١) وقد ألفه سنة (٩٦١ ه) قال : (قبر الشيخ الصالح مرزوق الكفافيّ بشاطيء البحر ، وعليه حظير من الخشب. وهناك يقف المبشرون بالدار ويأخذون النذور ، وبعض العامة يكسرون على قبره قماقم الزجاج المملوءة بماء الورد والمسك. فيعدّ هذا من الاسراف الذي لا طائل تحته) ثم ذكر أن أحد امراء الحج وضع على قبره سنة ٩٥٩ ستارة فسرقت (٢).
وذكر الخياريّ في رحلته : أن قبر الكفافي بجانب البحر ، على يمين الجائي من مصر .. والعامة يقولون : إن البحر لا يعمه ولو زاد في المدّ على الحدّ ، ولكنه يفترق عن قبره يمنة ويسرة ، وله أقارب وأتباع (٣) ، علامتهم لبس شملة من الصوف الأحمر على الرأس ، يقفون بالطريق ويطلبون نذر المذكور ممن هو عنده من الحجاج فيعطيهم إياه ، وهم طائفة ، كبيرهم يقال له أبو حلاوة ، يتقدم رجل منهم الحجاج إلى المنزل كل يوم ، ويقف إذا قرب من المنزل على نحو الساعة أو أقل ، ينادي بأعلى صوته على وضع مخصوص : (السلامة يا حجاج)!! فيستبشرون بصوته ، ويظهر فيهم النشاط لعلمهم بقرب
__________________
(١) : ٥١٨.
(٢) ويلاحظ أن كسر القوارير على القبور ، ووضع الستور فوقها من الأمور المحرمة شرعا.
(٣) وممن أدركنا منهم الشيخ محمد المرزوقى أبو حسين ـ رحمهالله ـ من أهل ظبا وانتقل إلى مكة وبها تولى مناصب رفيعة فى القضاء وقد توفى وابنه محمد بن محمد تولى قضاء جده وتوفى وللسيد المرزوقى أحفاد.