المعتادة المعروفة بأم رجيم ـ بضم الراء المهملة وفتح الجيم وبعدها ياء تحتية وميم ـ المشهورة بين عامة الحجاج بقبر الطّواشيّ ، فصار علما عليها لدفنه بها ، وهذا المحل لطائفة من بني عقبة تدعى الخرشة ويعرفون بالنجادات ـ أولاد نجاد ـ ثم ذكر السير إلى عيون القصب ـ ويفهم مما تقدم أن تلك المواضع في أسفل وادي عفال.
قبر العباديّ ـ نسبة للعباد بتخفيف الباء الموحدة ـ وذكر في «المناسك» أن قبر العبادي خارج من بطان ـ للمتجه إلى الحج ـ على أقل من ميل على الطريق. وذكر ابن خرداذبه وغيره أن البطان هو قبر العباديّ وهذا ناشئ عن التقارب بين الموضعين.
وفي كتاب «المناسك» (١) : جاء رجل خراسانيّ إلى أبي بكر ابن عيّاش فقال له : حججت فلم أرم قبر العبادي!! قال : ولم ترميه رحمهالله؟ كان رجلا صالحا أمر بمعروف فقتل فهذا قبره.
وذكر ابن جرير (٢) وصاحب كتاب «المناسك» (٣) أن روزبة بن بزرجمهر بن ساسان كان همذانيا. وكان على فرج من فروج الروم ، فأدخل عليهم سلاحا ، فأخافه الأكاسرة فلحق بالروم فلم يأمن ، حتى قدم سعد بن ابي وقاص فبنى له القصر والمسجد. ثم كتب معه إلى عمر ، وأخبره بحاله فأسلم ، وفرض له عمر ، وأعطاه وصرفه إلى سعد مع أكريائه ـ والأكرياء يومئذ هم العباد ـ حتى إذا كان بالمكان الذي يقال له قبر العباديّ مات ، فحفروا له ، ثم انتظروا به من يمرّ بهم ممن يشهدونه موته ، فمر قوم من الأعراب وقد حفروا له على الطريق فأروهم ليبرأوا من دمه ، وأشهدوهم على ذلك فقالوا : قبر العبادي.
__________________
(١) : ٢٨٨ ـ ٣٩٢ ر
(٢): «تاريخ الرسل والملوك» أـ ٢٤٩٤
(٣) : ٢٩٤