قبر السّفّاف : ـ فعّال من السف بالسين المهملة ـ في رأس وادي عفال (عفان) وقال الجزيري (١) : السّفاف رجل من بني عقبة قاتل الحجاج ونهبهم ، فقتل هو ومن معه ، فهم يرجمونه إلى الآن. وذكر أنّ برأس عفان ـ عفال ـ عند قبر السفاف مقدار نصف بريد حفيرة صغيرة تسمى وجيرا ـ بواو مضمومة وجيم مفتوحة بعدها ياء تحتية ساكنة وراء مفتوحة ـ وقال الدرعى (٢) : وبلغنا عشّ الغراب ، قبل الظهر ، وجاوزنا دار المصري ، شرف بني عطيّة بموضع يقال له أم العظام ، وهناك أرجام كالشعاب عن يمين الذاهب. ذكر العبدريّ في رحلته أن ذلك قبر السفاف. ونص كلام العبدريّ (٣) : فى الكلام على وادي القرّ ـ : وفيه قبر السفّاف على الطريق ، وهو رجل من العرب ذكروا أنه كان فيما مضى يسكن هنالك ، ويقطع على الحجاج ، ولا يكاد يسلم منه أحد ، حتى مرض مرضه الذي مات منه ، فسمع أن بعض الحجاج على الطريق ، فاستدعى بنيه ، وهم يظنون أنه سيأمرهم بإكرامهم وأنه قد تاب ، فوجدوه قد اعتقل لسانه. فقالوا له : نجيز الحجاج؟ فأشار إليهم أن لا. فما زالوا يراودونه ويذكرونه بما حلّ به حتى ضجر ، فرفع يده وأشار إلى فيه ـ أي سفّوهم سفّا. فسمّي السفّاف ، ثم مات فرجم قبره من ذلك العهد إلى الآن ، وقد صار جبلا من الحجارة قبر الطّواشيّ : قال الجزيريّ (٤) : بعد ذكر مغارة شعيب : وسار منها قليلا فمر على كبيدة ، واستقبل درك بني عقبة فمرّ على طيّ الناشر وهي أرض فيحاء بيضاء ، وسار عنها إلى أن عشّى بالقرب من الدار
__________________
(١): «درر الفوائد» : ٥٠٥.
(٢): «الرحلة الناصرية» ١ ـ ١٦٣.
(٣) رحلة العبدرى ص ١٦٠.
(٤): «درر الفوائد المنظمة» : ٥٠٨.