العرب ، فبذل لهم خمسة آلاف دينار فلم يقنعوا ، وكان مقدمهم رجلا يقال له حماد بن عديّ من بني نبهان وكان جبارا فركب فرسه وعليه درعه وسلاحه ، وجال جولة وكان في جماعة من السّمرقنديّين شابّ أرمى خلق الله بالنّبل ، يعرف بابن عفان ، فرماه بسهم فوصل إلى قلبه فمات وتفرق أصحابه وسلم الحاج فحجوا وعادوا سالمين.
وقال الهجريّ : التقط أناس من بني سلام ومعهم نفر من طيء يفيد؟؟؟ ركيّين جاهليتين في ولاية بني مروان.
واشتهرت فيد بأمرين : أحدهما إضافتها إلى حمى كان من أشهر الأحماء ، يقال إن أول من حماه عثمان بن عفان رضى الله عنه (١) وتجد تحديد هذا الحمى في كتاب الهجري. والامر الثاني وقوعها في منتصف طريق الحج العراقي من بغداد والكوفة.
ووصفها ياقوت : ـ في القرن السابع الهجريّ ـ فقال : فيد بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة عامرة إلى الآن ، يودع الحاجّ فيها أزوادهم ، وما يثقل من أمتعتهم عند أهلها ، فإذا رجعوا أخذوا أزوادهم ووهبوا لمن أودعوها شيئا من ذلك ، وهم مغوثة للحاج ، في مثل ذلك الموضع المنقطع ، ومعيشة أهلها من ادخار العلوفة طول العام ، إلى أن يقدم الحاج ، فيبيعونه عليهم.
ونقل عن السّكونيّ أنها أثلاث : ثلث للعمريين ، وثلث لآل أبي سلامة من همدان وثلث لنبهان من طيّء. انتهى.
ولوقوعها في طريق الحج عني المتقدمون بحفر الآبار فيها.
ووصفها ابن بطوطة فى رحلته (٢) وقد مرّ بها سنة ٧٢٧ بقوله : ثمّ
__________________
(١) «وفاء» ١١٠٣
(٢) ١٧٤ ط دار صادر ١٣٨٤