نعرف بالحارة في وسط الحصن والسوق احتفرها المنصور ، والباردة خارج المنزل على الطريق حفرها المهدي. وقال الهجريّ : أول من حفر في فيد في الاسلام أبو الديلم مولى يزيد بن عمر بن هبيرة ، فاحتفر العين التي هي اليوم قائمة أساحها وغرس عليها فكانت بيده حتى قام بنو العباس فقبضوها من يده. قال السمهوديّ (١) : وكأنه لم يقف على ما ذكره الأسديّ من عين عثمان. ووصف فيد صاحب «المناسك» في القرن الثالث فقال : (وبفيد قصر للسلطان وبساتين وحصون بعضها خربة ، ومسجد جامع ، ومنبر وبها بركة مربعة وثلاث عيون ، وآبار ليست بالعذبة ، فمن خيارها بئر تعرف بمسجد الملاقبين (٢) ، وهي بئر عبد الصمد وبئر الفضل بن الربيع وبئر عمر بن فرج وبئر عمران بن عمر ، وبئر تعرف بالطرفانية وثلاث في العلافين ، وبئر تعرف بوهيب .. وعلى مقدار ميل من فيد على غير الطريق يسرة آبار كثيرة ، ماء طيب ونخل ومزارع ، وبناء خرب يقال له عزيزة؟
وقال في «الروض المعطار» (٣) : وفيها مات وكيع بن الجراح منصرفا من الحج سنة ١٩٧. وبفيد نزل سعد بن أبي وقاص رضياللهعنه لما وجهه عمر رضياللهعنه بالجيوش لحرب العراق فأقام بها شهرا ، وارتفع بالناس إلى زرود.
وقال الجزيرىّ في «درر الفوائد المنظمة» (٤) : في سنة ٤١٢ حج بالناس عمر بن مسلم بن محمد بن عبد الله العلويّ وحج ركب العراق بعد انقطاعه ، وكان في ركب كبير حافل ، فلما بلغوا فيد حصرهم
__________________
(١) «وفاء الوفاء» ص ١١٠٣ ـ الطبعة الثانية.
(٢) مخطوطة كتاب «المناسك» غير متقنة الخط ، ولهذا فإن هذه الأسماء تحتاج إلى تثبيت.
(٣) ص ٤٤٣.
(٤) ص ٢٥٣.