بقرب فيحان المعروف الذي سيأتي تحديده ، وذكر الجمد والشقيق والأمل وهذه كلها غرب فيحان في جهات الدهناء. وذكران بسطاما أسر فيه الربيع بن عتيبة ، وبسطام من شيبان من بكر بن وائل ، وبلاد هاؤلاء شرق فيحان إلى جهة العراق ، والربيع من بني يربوع ، وفيحان المعروف يقع في بلادهم في الحزن حزن بني يربوع. وأين بلاد بني عامر الواقعة غرب الدهناء في عالية نجد من هذه المواضع؟
وقال النّويريّ (١) : يوم فيحان لبكر على تميم. قال أبو عبيدة : لما فدى نفسه بسطام بن قيس من عتيبة بن الحارث إذ أسره يوم الغبيط بأربعمائة بعير فقال : لأدركنّ عقر إبلي ، فأغار بفيحان ، فأخذ الرّبيع بن عتيبة واستاق ماله ، فلما سار يومين شغلوا عن الربيع بالشّراب ، فبال على قيده حتى لان ، ثم خلعه وانحل منه ، ثم أجال في متن ذات النّسوع ـ فرس بسطام ـ وهرب ، فركبوا في اثره فلما يئسوا منه ناداه بسطام : يا ربيع هلمّ طليقا؟. فأبي ، وأبوه في نادي قومه يحدثهم فجعل يقول في أثناء حديثه : إيها يا ربيع!! انج يا ربيع وأقبل ربيع حتى انتهى إلى أدنى بني يربوع فإذا هو براع فاستسقاه وضربت الفرس برأسها فماتت فسمي ذلك المكان هبير الفرس ، فقال له أبوه عتيبة : أما إذ نجوت بنفسك فإني مخلف لك مالك. انتهى.
وقال الشّمّاخ :
دارت من الدّور فالموشوم فاغترفت |
|
بقاع فيحان إجلا بعد آجال |
وقال مالك بن نويرة :
كأنى وأبدان السّلاح عشيّة |
|
يمرّ بنا في بطن فيحان طائر (٢) |
__________________
(١) نهاية الارب : ج ١٥ ص ٣٩٥.
(٢): «معجم ما استعجم» ـ فيحان ـ