المسافة من (غمرة مرزوق) إلى العنابة عشرون ميلا ونصف ، وأن بين العنابة وبين بطن الرمة سبعة وعشرين ميلا ونصفا ، وذكر من أعلام الطريق بين العنابة وبطن الرمة الغراء (١) وهي هضبة عن يمين الطريق وبها شامة بيضاء ، وهذه الهضبة لا تزال معروفة ، وتقع شرق جبل قصايرة على الطريق بين قرية السّليمى وبين البعايث (الحاجر) وتبعد عن البعايث غربا بنحو أربعين كيلا. وهذا يوضح أن اتجاه هذا الطريق يسير مستقيما حتى يصل بطن وادي الرّمة غرب الحاجر بما يقارب أربعين كيلا حيث يجزع هذا الوادي ثم يتجه نحو الرقم في الجنوب الغربي ثم إلى الغرب وهكذا يواصل سيره حتى يمر بالنّخيل الذي لا يزال معروفا ثم الشّقرة ثم بئر السائب ثم المدينة.
ويلاحظ أن اسم الغمر يطلق على مواضع ولكن الواقع في الطريق من فيد إلى المدينة وهو غمر مرزوق ليس من المعقول أن ينحرف إلى المنهل الذي سماه موزل ووصفه فذلك بعيد عن اتجاه من يقصد المدينة من فيد. وكذا القول في الغمر الذي مر به خالد بن الوليد في سيره لقتال طليحة ، إذ الغمر الذي ذكر موزل قريب من موقع بزاخة ، وليس من المعقول أن يصل جيش خالد إليه ولم يعلم به طليحة وقومه ، وهم مخيمون ببزاخة ، ثم إن عكاشة وثابت بن أقرم قتلهما طليحة حين أرسلهما خالد من الغمر ليتحسسا أخبار طليحة ، وكان قد خرج هو وأخوه للغرض نفسيه فالتقيا بعكاشة وصاحبه فقتلاهما. ومن المتداول المعروف أن قبر عكاشة فى شراء بجبل سلمى ، وهذا بعيد عن الغمر القريب من بزاخة ، الواقع غرب جبل رمّان.
__________________
(١) تقدم الكلام عليها فى موضعها.