ارمام ، وقبله يمر بمحل يدعى لحى جملّ وهذا يبعد عن فيد في تحديد «نصر» بثلاثين ميلا وبتحديد «ياقوت» عشرة فراسخ وهي ثلاثة وثلاثون ميلا ، ولحي جمل هذا على ستة أميال من الأخرجة على ما في كتاب «المناسك» ، أما وادي ارمام الذي ذكر صاحب «المناسك» إن الطريق يجزعه في موضعين فهو في رأيي أعلى وادي الخلة ، الواقع غرب سميراء ، فقد ذكر أن الطريق يجزعه عن يسار بئر يقال لها الطلوب ، وهذه على ما ذكر «ياقوت» تقع عن يمين سميراء أي باتجاه قصد ذلك الطريق ، ونراها بعد الأخرجة.
والمنزل بعد الأخرجة في هذا الطريق هو غمر مرزوق ، وهو على ما ذكر صاحب «المناسك» قصر وآبار ماؤها عذب ، وأبيات كثيرة ، وذكر أن على على ستة أميال من غمرة مرزوق الغميرة ، وهي على شاطئ الثلبوت ، وإذن فالغمر أو غمر مرزوق شرق الثلبوت بستة أميال من الأميال الأولى لا من الأميال المعروفة ، والأميال الأولى في رأينا أطول ، فأين يقع هذا الغمر الواقع في هذا الطريق؟ إنني أراه يقع قريبا من موقع قرية القصير ، جنوب جبال الوتدات ، على وادي الخلّة الذي أرى أنه ووادي إرمام ، ولا أستبعد أن يكون القصير نفسه هو ما كان يعرف بالغمر أو غمر مرزوق أو غمرة مرزوق (١) ، والقصير هذا يبعد عن وادي الثلبوت (الشعبة الآن) شمالا بنحو عشرين كيلا.
وذكر صاحب «المناسك» أنّ من الغمر إلى الكوكب تسعة أميال وقال : إن الكوكب هضبة حمراء عن يسار الطريق (٢) ، ثم ذكر أن
__________________
(١) أرى تسمية صاحب كتاب المناسك له باسم (غمرة مرزوق) غير صحيحة وأنها من تحريف النساخ.
(٢) لعل الكوكب ما يعرف الآن باسم (القعساء) انظر هذا الإسم.